289

قواعد په سلوک کې د الله تعالی ته

قواعد في السلوك الى الله تعالى

ژانرونه

السليمة ، والفطرة الصحيحة.

وإن ترك هذا ودخل في الأديان المختلفة؛ فإنه يظهر عليها الإصابة في شيء ، والخطأ في آخر ؛ لأنها مع تحسين العقول المختلفة والأهواء المتنوعة ؛ هذا يعبد الحجارة ، وهذا يعبد النار ، وهذا يعبد الشجر، وهذا يعبد الكواكب بلا بينة تلوح عليها أنها من أمر الصانع الحكيم، بل يلوح عليها أنها من نتائج الفكر، والقلوب الصحيحة لا تنشرح بهذا أصلا ؛ لأنها تقول : كيف أعبد شيئا من الأشياء باختياري، وتحسين عقلي، بلا شاهد يظهر، ممن يتقرب بذلك إليه ? وهذا فيه نوع سفاهة واستبداد، فما بقي ثم إلا شرائع الأنبياء فإن الفطر قد قضت بحكمة الصانع، وحكمته تقتضي إبراز هيئة يعبده العباد بها، حتى لا يتحيروا في عبادة هذا المعبود بارائهم وأهوائهم وعقولهم، فإن عبادته واجبة عليهم قطعا.

وتأله الصانع فريضة، وإذا كان فريضة لا بد للعباد منها، فمن تمام الحكمة إبراز هيئة يعبده العباد بها.

ودين الانبياء هو الذي تشهد العقول الصحيحة : بأنه من عند الصانع الذي قضت به الفطر والعقول بالضرورة؛ فإنهم جاؤوا بصفاته وأسمائه، وأخبار تصرفاته في مخلوقاته، وإظهار حكمه في مبتدعاته، وكشفوا عن قهره وقدرته في ثوابه وعقابه.

ثم الهيئة التي شرعوها تناسب الرب تعالى في أن يعبد بها من تحريم الفواحش، والعبادة بالركوع والسجود، وتقريب القرابين

مخ ۳۱۱