قواعد په سلوک کې د الله تعالی ته
قواعد في السلوك الى الله تعالى
ژانرونه
وأما ذوق ما يعطى صاحب الهرولة إلى ربه؛ فإنه لم يذكر في الحديث؛ اللهم لعظم شأن صاحبه، وعظم خطر جزائه، أو لمعنى غير ذلك، أو لكون أنه قد حصل المقصود بهذه الأمثلة من مراتب القرب فكأنه يقال للعبد: وعلى هذا فقس، وعلى قدر ما تبذل من وجودك تقربا إلى ربك يتقرب إليكم بمثلي ذلك.
ويلزم من هذا أن من تقرب إلى الله عز وجل بروحه وجميع قواه يتقرب إليه بمثلي ذلك، والمثلات في مقابلة تقرب العبد إلى ربه بجميعه لا يمكن العبارة عنه ، وليس القرب في جميع ذلك من الطرفين، قرب المسافة ولا المماسة، بل تقرب من العبد، وقرب من الرب عز وجل بالمعنى لا بالصورة والرسم، فقد علمت أن طلب المحبة من ذلك الطرف في طريق التقرب هو سر السلوك ونهايته.
وقد علمت أن سره حال التقرب وهو الانبعاث بالجملة إلى الله عز وجل وحقيقة الانبعاث ترك المشيئة لمشيئة مولاه، والتدبير لتدبير مولاه، والثقة به لحسن تدبيره له، والخضوع لأحكامه.
وقد علمت أن من تقرب إلى مولاه بشيء من الأشياء جوزي بضعفي ذلك، وقد علمت أن أعلى أحوال التقرب تقرب العبد بجملته وباطنه لمولاه، وهو علامة المحبة من العبد لربه، وقد علمت أن حقيقة ذلك هو التقرب بترك التدبير والإرادة، فمن فعل ذلك فقد تقرب بكله لمولاه، ولم يبق منه بقية، فيرجى أن يجاد عليه بأكمل التولي وأكمل الولاية، ألا ترى أن الرجل الصادق إذا أخلد أمره إلى أستاذه في الطريق وترك تدبيره واختياره، اختار له الأستاذ أعلى الطرق
مخ ۱۶۰