قاعدة مختصرة في طريق الققر على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر
الحمد لله الذي اختار من خلقه صفوة أرادهم لقربه فأرادوه وأحبهم فأحبوه، فقهروا بذلك النور وساوس النفس ورعوناتها، ونزغات الشياطين وإراداتها.
أقامهم بين يديه في مقام العبودية، وصفهم في مصاف الخدمة، فهم بين يديه أبدا يتنعمون بأنوار مشاهدته، ووظائف خدمته، يعبدونه كأنهم يرونه، ويتلون كلامه كأنهم يسمعون منه، ويقتفون آثار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ويعكفون على استماع سنته بقلوب حاضرة، وأسماع واعية، ويستعينون بمولاهم على القيام بمأمورات ربهم، والانتهاء بمناهيه.
فلم تزل هذه طريقة تسير بهم، وكان منتهاها أن طهر الله عز وجل فيها بواطنهم عن المحرمات والمكروهات، وكساهم كسوة اتباع المأمورات والطاعات، وكاشف أسرارهم بحقائق المشاهدات.
مخ ۲۳