قد انتطقوا
88
وتقلدوا السيوف المحلاة، يتبعهم جند الأمير على ترتيبهم وطوائفهم، ومن ورائهم السودان: ألف أسود، لهم درق محكمة الصنعة
89
وسيوف ذات حلى، وقد لبسوا الأقبية السود والعمائم السود، فلولا الدرق وحلى السيوف والخوذ التي تلمع على رءوسهم من تحت العمائم لحسبهم من يراهم - لسواد ألوانهم وسواد أقبيتهم وعمائمهم - بحرا أسود، أو قطعة من ليل أسحم!
ثم أهل الأمير على فرسه مديدا مستوي القامة ، كأنه قطعة من جبل، يحف به خاصته والمختارة من جنده، وقد حبس الناس أنفاسهم إجلالا وهيبة، فليس فيهم متحدث ولا مشير ولا متحرك من موضعه، وبلغ الموكب باب الميدان، فانفرج الغلمان صفين ودخل الأمير ...
ومدت الموائد للعامة في القصر والميدان تنتظم الآلاف من أبناء الشعب قد أقبلوا على طعام الأمير فرحين داعين له، وهو يشرف عليهم من قصره سعيدا بما بلغ من محبة الشعب ومن توفيق الله.
واستقر الأمر في مصر والشام لخمارويه بن أحمد بن طولون ... •••
كانت الشمس ضاحية، وقد جلس خمارويه على دكته من قبة الهواء في أعلى القصر، يشرف على الميدان والبستان، وعلى المدينة والجبل، وعلى النيل والصحراء؛ فما شيء في المدينة وأرباضها إلا نالته عيناه، كأنما اختصرت له الحاضرة وما يحيط بها في رسم مصور يطالعه في إطاره من هذه الشرفة الشارعة في أعلى القصر.
وكان كل شيء في القبة من الفرش والطنافس والستور المسدلة يشير ما بلغ خمارويه من أسباب الترف والرفاهية حين استتب له الأمر، وكان وحيدا في مجلسه ذاك، فما ثمة حي ذو نفس إلا سبعه «زريق»، قد غاص رأسه في لبده وربض بالوصيد
ناپیژندل شوی مخ