فضحك الموفق ساخرا، وقال: «نعم.»
قال: «وستمضي سنوات ... وتكون الطولونية أدنى إلى بغداد مما هي اليوم.»
قال الموفق غاضبا: «ماذا؟ ...»
وكأنما هم أن يبطش به ثم أمسك.
قال يحيى: «صبرك يامولاي، إن في حديث النجوم رمزا يشبه رؤيا الحالم، أنا إنما أتحدث بما تراءى لي، وليس علي تعبيره ... وقد رأيت الطولونية تكون أدنى إلى بغداد مما هي اليوم، وسيكون بتدبير ولدك أبي العباس يا مولاي أقصى ما تبلغ من الدنو، حتى يقع ظلها على عرش الخليفة.»
قال الموفق ساخرا: «بس! أمسك عليك يا يحيى، لقد كذبتك نجومك، أو لا فأنت منذ اليوم لا تحسن ما تقول، لو زعمت غير أبي العباس لكان خبرا، فليس شيء أبغض إلى أبي العباس في دنياه من طولون، وددت لو سمع منك ما تقول ليدق عنقك.»
قال يحيى: «فيأذن لي مولاي أن أفرغ من حديثي قبل أن يقدم أبو العباس فيدق عنقي، ولم أرو خبرا؟»
قال الموفق ضاحكا: «قل.»
قال: «وستدنو الطولونية حتى تكون في القصر الحسني، وتدخل دار صاعد بن مخلد،
62
ناپیژندل شوی مخ