2
إنك لست تدري على أي هول تقبل من حرب هذه الدولة، وقد مات أحمد بن طولون، وددت لو كان اليوم حيا، إذن لنلت منه منالا، فذلك رجل ربي في خدمتنا، وشاهد قوة أمرنا وأحوالنا، فامتلأ من ذلك قلبه، وكبرت سطوتنا في عينه، وقد خلف لولده دولة واسعة، وجيشا وعدة، ومالا لا يبلغه الإحصاء، وقد اجتمع لولده إلى ذلك قلة التهيب لنا؛ إذ لم يشاهد من أحوالنا ما شاهده أبوه، وليس بينه وبيننا ذمة
3
تعطفه ، ولا له في دولتنا عهد يرده، وإنما يرى كل ما في يده تراثا خلفه له أبوه، فإنه ليدافع عنه دفاع صاحب الحق عن حقه، وما أجدره بذلك أن يكيدنا ويبلغ منا! ونحن اليوم يا بني قافلون
4
من حرب استنفدت منا مالا وجهدا، وعدة وعددا، وإنه على ما وصفت لك من البأس والغنى، فلعل التريث في أمره أن يفتق لنا حيلة، ويبلغنا منه ما نأمل إن شاء الله.»
وبدا الامتعاض في وجه أبي العباس، وغلبه شماسه،
5
فقال وفي صوته رنة لم يسمع أبوه مثلها قبل اليوم من ولده: «فكأنك يا أبت تريد أن تمد لخمارويه حتى يبسط ظله، فما ننهض لقتاله إلا وقد وطئتنا خيله واجتازت الدولة من أطرافها.»
قال أبوه: «مه!
ناپیژندل شوی مخ