ومنهم شاب من أهل الكوفة
14 - سمعت الأستاذ أبا القاسم الحسن بن محمد بن الحسن ابن حبيب يقول: قال حبيب العجمي؛ دخلت مسجدا بالكوفة؛ لأصلي فيه، وإذا شاب نحيف، قد نهكته العبادة، فقلت له؛ ما تشتهي؛ رجاء أن يشتهي علي شيئا. فقال: أشتهي أن أسمع عشر آيات من قراءة صالح المري ، فقد سمعت مرة صوته، قال حبيب؛ #76# فأتيت البصرة، وطلبت صالحا، وأخبرته بالقصة، فخرج إلى الكوفة، ودخل المسجد، واندفع في القراءة، فقرأ {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} إلى قوله {اخسئوا فيها ولا تكلمون}، قال: فاضطرب الفتى، وجعل لا يتمالك حتى سقط، وتوفي، وكانت دار الفتى يشرع منها باب في المسجد، فإذا أنا بعجوز معها شيء من الطعام، وكانت والدته؛ فلما رأته قالت: ما أصاب ابني، فقصصت عليها القصة، فقالت: لعلك صالح المري؟! قلت: نعم، قالت: أتاك الله مناك في الدنيا والآخرة كما أتيت ابني أمنيته؛ ما زال يتمانك على الله عز وجل.
قال: فكنت فيمن جهزه، وحمله حتى دفن رحمه الله تعالى.
مخ ۷۵