قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
خپرندوی
دار الفضيلة،الرياض
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
لَكَاذِبُونَ﴾، فأخبر عن أمر لا يكون، وهو رجوعُ الكفَّار إلى الدنيا، وأنَّهم لو رُدُّوا لعادوا لِما نُهوا عنه، وقال الله ﷿: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾،وقال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ وقال تعالى: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾، وقال: ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وقال: ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾، وكلُّ ما هو كائنٌ في الوجود من حركة أو سكون قد سبق به علمُ الله، ولا يحصل لله علم في شيء لم يكن معلومًا له من قبل أزَلًا، قال شيخنا محمد الأمين الشنقيطي – ﵀ – في كتابه أضواء البيان (١/٧٥ ٧٦) عند قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾، قال: "ظاهرُ هذه الآية قد يَتوهَّم منه الجاهلُ أنَّه تعالى يستفيد بالاختبار علمًا لم يكن يعلمه، ﷾ عن ذلك علوًّا كبيرًا، بل هو تعالى عالِمٌ بكلِّ ما سيكون قبل أن يكون، وقد بيَّن أنَّه لا يستفيد بالاختبار علمًا لم يكن يعلمه بقوله جلَّ وعلا: ﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ فقوله: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ بعد قوله: ﴿وَلِيَبْتَلِيَ﴾ دليل قاطعٌ على أنَّه لم
1 / 77