246

قصیده او عکس: شعر او عکس ذریعه عصرونه

قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور

ژانرونه

نحت لجوفاني لورنز بيرنيني (

Bernini ) (1598-1680م) مع مسلة مصرية يرجع تاريخها إلى سنة 570 قبل الميلاد، روما، ميدان مينرفا.

برنيني هو الذي طبع مدينة روما بطابع شخصيته العاصفة، ورؤاه الدينية العميقة، وعمارته وتماثيله ونحته المنتشرة في ميادين المدينة والفاتيكان، بحيث يستحيل أن تتصور روما بغير برنيني، أو نقدر برنيني خارج روما!

ولد في نابولي، وكان أبوه نحاتا توسكانيا انتقل إلى روما حوالي سنة 1605م ليعمل في خدمة البابا بول الخامس. تميزت أعماله المبكرة في النحت (مثل العنزة أمالتيا، وإينياس، وأنكيزيس، ونبتون، وتريتون، وكلها تقع بين سنتي 1615 و1620م) بالتأثر بأسلوب «المانيرية» التي كان أبوه ينتمي إليهما، وربما ساعده على إنجاز بعضها. والمانيرية أسلوب في الرسم والنحت ساد الفن الإيطالي من حوالي سنة 1520م إلى 1600م ، واعتمد على التصميم الذهني أكثر من الإدراك الحسي المباشر، واتجه إلى المبالغة في تأكيد أهمية الشكل الإنساني وقسمات الوجه والجسم، والإسراف في التعبير عن العواطف الذاتية باللون والضوء والحركة إلى حد التكلف والاضطراب. وقد كانت المانيرية ثورة على صفاء الأسلوب الكلاسيكي الرزين عند رافائيل، وانعكست عليها آثار الاضطرابات التي نجمت عن ثورة الإصلاح الديني (البروتستانتي) ورد الفعل الكاثوليكي عليها.

تحرر «برنيني» من تأثير هذه المدرسة وأصبح الممثل الأكبر لفن عصر «الباروك» في ذروته (من 1630م إلى 1680م، وإن سادت روح العصر نفسه حتى القرن الثامن عشر عندما تبعه فن «الروكوكو» فالكلاسيكية الجديدة في عصر التنوير)، وربما كان أهم سمات الفن في هذا العصر - الباروك - هو «الإيهام» بالضوء واللون والحركة، وبساطة الموضوع وطبيعة التعبير، وكل هذا للتأثير على عواطف المشاهد، وجذبه للمشاركة في المشاعر الدينية التي تتملك شخوص الأتقياء من القديسين، وتبرز عذابهم وآلامهم. ومع أن برنيني قد تأثر بالفن الوثني القديم وبفن مايكل أنجلو (1475-1564م)، فقد تأثر كذلك بأسلوب معاصريه (مثل كاراتشي وكارافاجيو وريني)، وأخذ يحرر أشكاله من الكتلة التي كان مايكل أنجلو يلصقها بها، ومن طريقة «المانيرية» في إبراز الزوايا المتعددة للوجه البشري، واتجه إلى تصوره الجديد عن الشكل ذي الوجه الواحد والوجهة الواحدة الذي انطلق من قيود الكتلة الحجرية، وتخلص من حدود المكانية لينفذ في مكان المتأمل المشاهد ويشده إلى عالم فعله وتعبيره النفسي، وعواطفه الدينية والصوفية. وكثيرا ما عمد بيرنيني لإبراز هذه العواطف إلى استخدام مواد مختلفة من الرخام الأبيض والملون، والبرونز والجص والحجر والزجاج، والمزج بينها إلى حد المبالغة في الزخرف والتلوين (من خير الأمثلة على هذا مجموعة تماثيله على ضريحي البابا أوربان الثامن والبابا إسكندر السابع في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان، حيث صور الأخير تصويرا دراميا حيا في رخام أبيض وملون مع تمثال برونزي لملاك الموت وهو يدون اسم البابا في كتابه.) ومجموعاته النحتية وتماثيله النصفية تكشف عن قدرته على الاستبصار بأعماق الروح، وحرصه على التعبير عن أحوال النفس ومشاعر الإيمان والقوى التي كانت كذلك تسيطر عليه كجزويتي مخلص. وقد أتاحت له الرعاية البابوية فرص القيام بأعمال معمارية ونحتية لا يكاد يحصرها العد في كنيسة القديس بطرس، وما حولها، وفي الفاتيكان والكنائس وفوق الأضرحة والنوافير البديعة التي لا ينساها زائر روما والفاتيكان. وقد كلفه «الملك-الشمس» لويس الرابع عشر سنة 1665م بإعادة تصميم مبنى «اللوفر»، ودعاه لزيارة باريس حيث أتم له تمثالا نصفيا رائعا (وهو محفوظ في قصر فرساي)، وتمثالا آخر له على حصان لم يكد يصل بعد ذلك (سنة 1685م) إلى فرساي حتى استبشعه الملك، وأمر مثاله الخاص جيراردون أن يكسره ويزخرف به الحديقة. وتنسب لبرنيني صور عديدة من أهمها صورة شخصية له (متحف الأوفيتسي في فلورنسا) والقديسان (المتحف الأهلي في لندن). (1) أثاناسيوس كيرشر (

Athanasius Kircher ) (1601-1680م)

ولد سنة 1601 في بلدة جيزا بالقرب من مدينة فولدا، ومات في روما سنة 1680م. راهب جزويتي، وعالم في الرياضيات والعلوم الطبيعية، وباحث في اللغة، وأحد العلماء الموسوعيين في عصره. يرجع إليه فضل الإسهام في تأسيس علم «الصينيات»، كما كان من أوائل الرواد الذين حاولوا فك طلاسم الكتابة الهيروغليفية، وعندما عثر سنة 1665م في روما على هذه المسلة المصرية، كلفه البابا ألكسندر السابع بحل ألغاز النقش الهيروغليفي المحفور عليها. كما كلف الفنان بيرنيني بتصميم تمثال أو أثر فني تدخل المسلة في تكوينه. وقد جاءت هذه القصيدة التي نظمها كيرشر باللاتينية (

Elephas Obelisci Gestator ) في مقدمة كتاب أهداه سنة 1666م إلى البابا المذكور، وشرح فيه نقوش المسلة (راجع دراسة للأستاذ و. س. هيكشر عن فيل بيرنيني والمسلة، مجلة الفن، العدد 29، 1947م، ص155-182). «فيل يحمل مسلة»

1

المسلة المصرية، رمز أشعة الشمس،

ناپیژندل شوی مخ