============================================================
القانسون 418 بسهولة، كما أن انغلاقهما مما يخمد الفكرة، ويفتر القريحة، ومن ثم كان العارف مسن العلماء1 بترتيب فنون العلم، وترتيب السائل للمبتدي أنفع للعباد، ممن لا يحسن ذلك، فالمبتدي إذا فهم ما القي إليه، وتطعم حلاوة الإدراك، انحل بصره ويصيرته، وتقوت رغبته في ازدياد العلم، وذلك بإذن الله عنوان الفلاح.
وكنت والأمثال تضرب، أول ما تاهلت حركت أسباب الحرث، فجاء رجل من الفلاحين المشاهير، فسمعته يقول لأصحايه، احرثوا للشيخ حرثا جيدا بقوانينه، ليستلذ الغلة، فيستلذ الحرث، وإلا مقته وانقطع عنه، فقلت سبحان الله هذه عبرة.
(ما يعين على طلب العلم في الجملة) ويعين على طلب العلم في الجملة بإذن الله تعالى، بعد حصول الفهم والقريحة، صحة البدن، واغتراب عن الوطن، وفراغ بال، وقدر من المال، ورغية فيما أعد للعلماء عند الله تعالى، وهو عزيز الوجود، أو مراعاة حظ عاجل، وهو الكثير الوجود، فمن هذا لا ينبغي لطالب العلم، أن يستهين بصحة بدنه حفظا وعلاجا، وقد قال مالك قله، ليحيى بن يحيى طللاه، حين انصرافه عنه: "أوصيك بثلاث: الأولى اجمع لك فيها علم العلماء، والثانية أجمع لك فيها حكمة الحكماء، والثالثة اجمع لك فيها طب الأطباء، فأما 22 التي أجمع لك (فيها علم العلماء، فإذا سثآلت عن شيء لا تدريه قل لا أدري، وأما التي أجمع لك فيها حكمة الحكماء، فإذا جلست مع قوم فكن أصمتهم، فإن أصابوا أصبت معهم، وان أخطثوا سلمت، وأما التي أجمع لك فيها طب الأطباء، فان تضع يدك في الطعام وأنت تشتهيه، وترفع يدك وأنت تشتهيه، فإنك إذا فعلت ذلك، لم يصبك مرض إلا مرض الموت" انتهى - ورد في ج: العلوم.
مخ ۴۷۴