============================================================
القانون عندهم، أن من اكلها يموت باذن الله تعالى، وكان أعرابي بدوي حاضرا معهم، فقال: هاتوا هذه العشبة وأنا آكلها، فأكلها ولم يالم بها فضلا عن أن يموت، فلما رأى الأمير ذلك غضب على الطبيب، وقال: تكذبني، فقال الطبيب: أيها الأمير إنا لم نتعرض لهذا الجنس، يعني أهل البدو، ولكن إن أردت أن تعرف صحة قولي، فخذ هذا الأعرابي، وأعطه دارا وفراشا حسنا حتى يكمل الحول، فاعطه العشبة يأكلها، فان لم يمت إذ ذاك فاقتلني، ففعل الأمير بالأعرابي ذلك، فلما أتى عليه الحول في الرفاهية اكلها فمات".
وليعلم أن العلم بحر لا يدرك له غور، ولا يستطاع نيله بعمر، فليأخذ الأهم فالأهم، وان كانت له قوة، فليأخذ من كل علم أحسنه، لتعذر الإحاطة، ونقصان القصور1، فإن العلوم مرتبط بعضها ببعض، فمن لم يشارك فيها لم يكمل في واحد2 منها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما "العلم اكثر من أن يحصى، فخذ من كل شيء أحسنه"3. وكذا روي عن وهب بن منبه "العلم أكثر من أن يحاط به، فخذوا منه أحسنه".
وأنشدوا: من ذا الذي يقدر آآن يجمعه؟
ما اكثر العلم وما أوسعه محاولا فا لتمسس أنفعه4 ان كنت لابد له طالبا وقال الآخر: ي العين فضل ولكن ناظر العين قالوا خذ العين من كل فقلت لهم وربما لم تجد في الألف حرفين5 حرفان في آلف طوهار مسؤدة ورد في د: العمر.
ش ورد في ج: لواحد.
3- امع بيان العلم وفضله /1: 106-105.
8 ورد في ج: ما آنفعه. من إنشاد محمد بن مصعب لابن عباس جامع بيان العلم وفضله/1: 106.
5- نسبها ابن عبد البر لمنصور الفقيه. تفسه/1: 106.
مخ ۴۲۸