============================================================
لل القانون وهذه عوائق آخرى، ومع هذا لابد فيه من سلوك القصسد، وأخذ العلم على تطاول الأيام، كما قال بعض السلف، وتذكر قوله ل. (أن المنبث لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع1 .
الخامس: أن يقطع العلائق عنه ليتفرغ قلبه، ويكون همه هما واحدا ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه3، وقال بعضهم: "لا ينال هذا العلم إلا من عطل دكانه، وخرب بستانه، وهجر إخوانه، ومات أقرب أهله، فلع يشهد جنازته"، وهذا من فوائد الرحلة كما سياتي ذكرها، إذ يفارق فيها الأوطان والقطان، وكان بعض المشايخ يحض تلميذا له على هذا المعنى، حتى بلغ أن قال له: " أصبغ ثوهك لئلا يشغلك الفكر في فسله"، وقال بعض الفقهاء: "لو كلفت شراء بصلة ما فهمت مسالة".
السادس: أن يكون رأس ماله القناعة، فيرضى باليسير من العيش، والدون من الناس والمسكن وغيره. وبالجملة يتمرن على الضيق، ولا يهوله الفقر، ولا سوء الحال، ولا تشرئب نفسه إلى الرفاهية في شيء، ولا انتهض لجمع المال، والسعي في المال والسعي في العلم بحران لا يجتمعان، من سلك أحدهما غرق فيه، ولم يتفرغ للآخر، وعن الشافعي: "ل يطلب أحد هذا العلم بالمال، وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذل النفس، وضيق العيش، وخدمة العلماء أفلح"، وعن إمامنا مالك ظلله . "لا يبلغ أحد من هذا العلم ما يريد، حتى يضربه الفقر ويؤثره على كل شيء.
وقد تنهض بالطالب قريحة، لطلب العلم على حاله، فيكيده الشيطان ويقول له: الابد أن تسعى في قدر من المال، تقيم به أودك، أو تشتري به الكتب التي لا غنى لك عنهاه، فيذهب لذلك، فلا يقع على قدر من المال، حتى تتطفى تلك القريحة التي بها يتحرك، أو يستحلي المال فلا يستطيع فراقه.
- لم أقف عليه.
2- الأحزاب:.
مخ ۳۷۷