============================================================
القانون المحسوسات، ويتثبه لما بينها من اتفاق واختلاف ونحو ذلك، ثم لا تسلازم بينهما، حتى يكون القدح في الفرع قدحا في الأصل. ولهم في القدح شبه لا تقوم على ساق، ولولا أن يعثر عليها ضال مثلهم، فيتوهمها مسلمة1، كان الاعراض عنها أحق، فإن تقرير الأباطيل يصيرها مسائل، وما كسثرت الفنون، ولا تشعبت العلوم، إلا من الأوهام الفاسدة والآراء الباطلة2، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
منها أن قولنا الشيء إما أن يكون أو لا يكون، هو أجلى البديهيات وأولها عندكسم، وليس بينا، فما بالك بما هو أبعد. أما أنه أجلى فظاهر، وأما أنه أول فلأنه إليه ترجع البديهيات التي تذكر، كقولنا الكل أعظم من الجزء، أي وإلا فالجزء الزائد كسائن وليس بكائن وأنه محال. وقولنا الشيء الواحد لايكون في آن واحد في مكانين، أي ولو وجد فيهما لكان الواحد اثنين، فما زاد على الواحد كائن3 وليس بكائن. وقولنا الأشياء المساوية للشيء الواحد متساوية فيما بينها، أي وإلا كانت تلك المساواة كافية وليست بكافية4، والبديهي وان استغنى عن الاستدلال، لكنه ملحوظ فيه عند المتنبه له.
وأما كونه ليس بينا فمن أوجه: الأول: أنه يستدعي تصور العدم3 وهو ألا كون، وتصوره ممتنع، وإلا كان متميزا فيكون ثابتا. لا يقال هو ثابت في الذهن، لأنا نقول الكلام في العدم المطلق، ويستحيل أن يكون له ثبوث بوجه من الوجوه. والجواب آنه متصور ثسابت 1- جعها مسلمات وهي قضايا تسلم من الخصم، ويبن عليها الكلام لدفعه، سواء كانت مسلمة فيما بينهما، أو بين أهل العلم. التعريفات: 213.
3 ورد في ج وح: الفطيرة.
3- الكائن شىء من الأشياء أو موضرع من موضوعات الفكر غير المحددة الصفات. المعجم الفلسفي ا219:2.
4- ورد في ح: كائية وليست بكائنة.
5 ورد في ج: العلم
مخ ۱۲۹