188

============================================================

القانسون وأصل الزجر، أن الواحد يجد الطير واقعة فيزجرها لتطير، فينظر إلى أي تاحية تتوجه1، فان تيامنت تفاءل بذلك، وان تشاءهت تطير ، فسالمراد زجر الطير وقد اتسعوا2 فيه، فاستبدلوا بأسماء الطير وأصواتها، ثم بغير الطير، فتناءلوا بالسانح، وتشاءموا بالبارح، لأن السائح من الظباء مثلا، هو الذي يأتي من جهة الشمال قاصدا إلى اليمين، فهو معرض قد أمكن الرامي من رميه، والبارح بالعكس، وربما عكسوا، فتشاءموا بالسانح.

قال زهير: نوى مشجولة فمتى اللقاء جرت سنحا فقلت لها اخبري 104 واستدلوا بالأشجار، باعتبار الاشتقاق في أسمائها، كالبان للبين، وبغير ذلك، كما (قال الأعرابي حين توفي النبي ل، خرجت من أهلي بليل فنظرت إلى السماء، فإذا سعد الذابح، فقلت: ذيح وقع بالعرب، ثم لقيت شيهما يعني قنفذا، فقلت شيء مهم.

وهذا العلم أيضا لا يختص ببني لهبي3، بل كل من ألهمه الله ذلك يقول به، وهو أمر عادي، للعلم بأن الله يفعل ما يشاء، ولا تأثير لشيء من الكائنات في شيء، وإنما هي أمور تقع عندها الأشياء بمشيئة الله، وقد لا تقع فتنخرم العادة،، إن شاء الله تعالى أن يخرقها، ويكذب حينئذ الحاكم بها.

كما قيل4 : ورد في ج: توجهت.

ت ورد في ج: استعملوا.

3- بنو لهب نسبة إلى قبيلة من الأرد مشهورة بالعيافة، وهي زحر الطير.

8- هو لبيد بن ربيعة بن مالك، كان من الشعراء المخضرمين. وفد على الني، ويعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. سكن الكوفة، وعمر طويلا، (ت: ]4 ه). والبيت من قصيدة في بحر الطويل قاطها في رثاء أخيه لأمه أربد بن قيس. الأغاني/15: 291 -305. الأعلام/5: 240 .

مخ ۲۹۰