============================================================
القانون الجنوب أحر وأرطب، والشمال بالعكس، وإن كان الجبل من تاحية الجنوب، كان الهواء أبرد، وبالعكس فالعكس،، والتربة الصخرية أيبس، والطينية أرطب، وقد يحدث للهواء احتقان وتعفن، فيتأذى من يستنشقه، كما يحدث لبوك الماء التعفن، فيتأذى من يشرب منها، وهذا هو المراد بالوباء عندهم، فينبغي للإنسان أن يتحفظ من الهواء الفاسد، بسأن يستعمل ما يصلح ذلك الفساد، أو ما يقاومه، أو يهرب عنه إلى هواء لم يفسد.
واما الماكول والمشروب، فلابد للانسان عادة منهما، وتقدم أن الغذاء هو المستحيل إلى الأخلاط ومن ذلك تنشأ الأعضاء البدنية، فتصلح بصلاحه وتفسد بفساده.
واعلم ( أن المطعومات كلها، تتخذ إما غذاء وإما دواء، والفرق بينهما، أن ما أريد به تتمية البدن غذاء، وما أريد به قهره هو دواء. وقسموا المجموع إلى ستة أقسام: غذاء مطلق، وهو الذي يتغير عن البدن، ولا يفيره ويشتبه يه، ودواء معتدل، وهو الذي يتفير عن البدن، ولا يغيره ولا يشتبه به، وغذاء دوائي، وهو الذي يتغير عنسه ويغيره، ويكون آخر شأنه بغيره البدن ويتشبه به. ودواء مطلق، وهو الذي يتغير عن البدن ويفيره، ويكسون آخسر شأنه يغير البدن من غير آن يتشبه به، ودواء سمي، وهو الذي يتغير عن البدن ويغيره، ويكون آخر شأنه إفساد البدن، وسم مطلق، وهو الذي لا يتغير عن البدن ويفسده.
وينقسم الفذاء إلى لطيف وكثيف، وكثير التغذي وقليله، وحسن الكيموس ورريه، فلابد أن يراعى الطعام كيفية وكمية، ووقتا وترتيبا.
فأما الأول، فيختلف باختلاف الأمزجة، فليس ما يصلح للبلغمي كما يصلح للصفراوي وهكذا، فلايد من مراعاة مزاج البدن، وطبع الطعام. وقالوا إن حفظ الصحة يكون بالمشابه، فالحار يصلح له الحار، والبارد يصلح له البارد، والمعتدل بالمعتدل، وابراء المرض يكون بالضد، وسياتي وكون الصحيح يعتبر له مسا يناسب طبعه، هو المفهوم من كلام القدماء، ولبعض المتأخرين مناقشة بما يطول تقريره.
وحاصله استحباب الاعتدال، مع ميل إلى الطبع فهو أسلم، ويستدعي هذا المحل
مخ ۲۵۴