============================================================
القانسون وهي ثمانية أقسام: أربعة مفردة، ومثلها مركبة، وقد تقدمت في ذكر الأركان، ويعرف كل بأمارته، في السحنة واللون، وسياتي ما يغني عنه، وفي الصنف: فالذكر فيه الحرارة واليبس، والأنثى بالضد، وفي السن: ففي الطفولية والشباب الحرارة، مع الرطوبة في الأول، واليبوسة في الثاني، وفي الكهولة: البرودة واليبوسة، وفي الشيخوخة: أكثر.
الثالث: في الأخلاط والخلط جسم رطب سيال، يستحيل اليه الفذاء، وأنواعه أربعة: الدم والصفراء والبلغم والسؤداء، وهي أصول ثوان، فالعناصر المتقدمة أركان للبدن أولية، والأخلاط ثانية، وهي متشعبة من الأولى، متحملة كيفياتها، فالدم متحمل طبع الهواء، وهو الحرارة والرطوبة، والصفراء متحملة طبع النار، وهي الحرارة واليبس، والبلغم متحمل طبع الماء: وهو البرودة والرطوبة، والسوداء متحملة طبع الأرض، وهو البرد واليبس. وسيأتي ذكر كينية الاستحالة عند ذكر القوى إن شاء الله.
وكل منها طبيعي وغيره، فالدم الطبيعي أحمر حلو لا نتن له، وغيره بخلافه، والدم 13 صنفان: دم في القلب، ) رقيق أحمر قليل، وهو مطية الروح الجاري في الشريانات، وهي العروق المتحركة، ودم في الكبد أحمر غليظ كثير، منه يغتذي البدن.
والصفراء طعمها فر، والطبيعية1 منها حمراء ناصعة، مسكنها المرارة، وغيرها ثلاثة: صنف يقال له المحي، نسبة إلى مح البيضة، لشبهه به، وآخر يقال له الكراثي، شبيه بورق الكراث في اللون، وآخر يقال له الزنجاري، وزاد بعضهم رابعا أصفر اللون، ولعله يرجع إلى المحي، وزاد ابن سينا2 آخر، يعرف بالدخاني، فيكون أسود اللون.
1- ورد في دوج: الطبيعة.
2- الشيخ الرليس أبو علي الحسين بن سينا (370-428 ه)، الطبيب الفيلسوف، صاحب التصانيف السائرة على مذاهب الفلاسفة. شذرات الذهب/3: 234 - وفيات الأعيان/2: 160.
مخ ۲۳۷