============================================================
القالسون ثبت عن الله تعالى ورسوله1، فلم يمكن تعديه. والتاويل فيما استتبطه العلماء الراسخون".
وقيل غير ذلك.
وهذا الفن لم يدونه الأقدمون فيما رأينا، على ما تقتضيه الصنمة، وإنما اشتغلوا بتفسير القرآن العظيم بالفعل، وليس ذلك هو الفن المعدود في الفنون، وإنما ذلك بمثابة ما يقع من الحاكم من تتفيذ الأحكام، واستعمال الفروع الفقهية عند التداعي والخصام، وعند الإفتاء مثلا. وليس ذلك هو فن الفقه، ولا لازما له ضربة لازب، وقد قال . (أغلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل) ثم قال: (وأقضاهم علي)2 وكما لا يستغني استعمال الفقه عن تدوين الفقه، والتطبب عن تدوين الطب، واستعمال الإعراب عن تدوين العربية، وكذا غيرها، كذا لا يستغني تفسير القرآن عن تدوين علم التفسير، وذكر ما يحتاج فيه، حتى يكون ذلك ملجئا لمن يريد تماطي التفسير وقد تنبه لذلك المتاخرون، فذكروا معظمه، كالجلال السيوطي3 في الاتقان، وحكى أنه سبقه إلى ذلك شيخه الكافيجي4، والجلال البلقيني، والبدر الزركشي، غير أنهم نصبوا الحديث في القرآن وعلومه.
6- وهو المصطلح على تسميته بتفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وهو النوع الأول بحسب تدرج مصادره، وميزها بالدقة، وقوة البيان، وتحديد المعنى، وإحكام القصد.
2- أخرحه ابن ماحة في مقدمة سننه، باب في فضائل خباب نه واليوسي خالف سياق الحديث، بتقديم معاذ بن حبل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
3 عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي (949-]91 ه)، أحد أوعية العلم بلغت مصنفاته 600 مصنف في مختلف العلوم، مع بلوغه درحة الاجتهاد. شذرات الذهب/8: 51 - الأعلام/4: 71.
6 - محمد بن سليمان الرومي الحتفى (798-879ه)، من كبار العلماء بالمعقولات، لازمه السيوطي مصر أربعة عشرة سنة، له "أنوار السعادة في شرح كلمت الشهادة". الأعلام ا: 150 .
ك- محمد بن بهادر الزركشي (745-794-) فقيه شافعي، مصري المول له تصانيف كثيرة في عدة فنون. شذرات الذهب/6: 335 - الأعلام/6: 286.
مخ ۲۰۶