../kraken_local/image-094.txt
الأن كل صنف من صنوف القول يقتضي نوعا من الابتداء وضربا من الافتتاح لا يصلح لغيره، وإنما جعل الابتداء بالنسيب(1) سببا إلى المدح وسلما إليه، ليحسن الممدوح الإصغاء إلى ما في التشبيب امن وصف النزاع والصبابة، وذكر الوجد والغرام، إذ كانت النفوس امجبولة على استحسان الغزل والنسيب، فلا يكاد يخلو أحد من أن يكون ضاربا فيه بسهم واخذا منه بنصيب، فإذا انتهى الشاعر إلى المدح، ورد على نفس مجتمعة، وجأش ساكن، وقريحة صبة وسمع. غير مقسم، فحسن موقعه، ولطف موضعه، وشرف مسمعه، واستوفاه الممدوح ولم يله عنه، فالشاعر المجيد من سلك هذه الاساليب، وعدل الاقسام، فلم يجعل واحدا منها أغلب على الشعر، ولم يطل فيمل السامعين، ولم يقطع وبالنفوس ظمأ إلى المزيد(2).
ومن سبل الشاعر أيضا أن يجتنب تسمية من يشبب به، فربما اوافق ذلك الاسم اسم من يكره الممدوح ذكره. وإن اضطر إلى سمية من شبب به، اختار أعذب الأسماء وأحلاها موقعا في السمع، واجتنب التشبيب بالاسم المستكره، كقول جرير وتقول بوزع قد دببت على العصا لا هزئت بغيرها يا بوزع3
ناپیژندل شوی مخ