ولذلك ذكر عن نفسه في ترجمته أنه قرأ على مشايخه كتاب "الإيمان" لابن منده، و"الإيمان" لابن أبي شيبة، و"ذم الكلام" للهروي، و"شرف أصحاب الحديث" للخطيب البغدادي. وهذا يدل دلالة واضحة على أن مذهبه كمذهب بعض من سبقه من متكلمة أهل الحديث، وليس من المتكلمة الجامدين على علم الكلام الذين لا يقيمون وزنًا للحديث الشريف.
وقد ذكر عن نفسه في الترجمة أنه قد لبس الخرقة الصوفية، وأنه أحد أبناء الصوفية. وهذا دليل على تأثره بالصوفية وتعظيمه لهم، شأنه شأن علماء عصره إلا من رحم الله.
وفي الحقيقة إن الحديث عن معتقد السخاوي ﵀ يحتاج إلى بحث واسع، ولعل الله أن ييسر فأفرد له دراسة خاصة عن عقيدته إن شاء الله تعالى (١).
* * *
_________
(١) "الضوء اللامع": (٨/ ٣ - ١٨).
وقد علمت بعد طبع هذا البحث أن رسالة علمية سجلت في الجامعة الإِسلامية تبحث في شخصية السخاوي من الناحية الحديثية، فلعل الباحث يتعرض لذلك إن شاء الله.
مقدمة / 43