ثورات داخلية وخارجية، وقد أثر هذا الهدوء على العلم وأهله، حيث أحب السلاطين علماء ذلك الزمان وقربوهم، فلعل هذا من أسباب تلك النهضة العلمية التي ظهرت في ذلك العصر والله أعلم.
ولم تمض سنين طويلة بعد وفاة السخاوي حتى سقط آخر سلطان من سلاطين المماليك على يد السلطان العثماني سليم الأول الذي دخل القاهرة مسقطًا للخلافة العباسية ودولة المماليك عام ٩٢٣ هـ.
* المبحث الثاني: الحالة الإجتماعية:
إن المتدبر لأحوال المسلمين في العصور المتأخرة التي سقطت فيها بغداد عاصمة الخلافة الإِسلامية في وقتها وما تلاها من سنين سقطت فيها دولة الأندلس وما بعدها يجد أن الضعف العام في شتى مجالات الحياة قد ظهر بقوة في جميع البلاد الإِسلامية بين العام والخاص.
والحياة الإجتماعية في مصر في زمن السخاوي، أي: في بداية القرن التاسع الهجري أصابها ما أصاب غيرها من بلدان العالم الإِسلامي إلا أن وجود دولة المماليك وجعلهم القاهرة عاصمة لهم كان له بعض الأثر في إصلاح بعض الأحوال المعيشية لسكان مصر ولا سيما في زمن بعض السلاطين الذين ذكر عنهم الصلاح والعبادة. وكان المجتمع المصري في ذلك الزمان يقوم على نظام الطبقية الإجتماعية التي قسمت أهل مصر إلى سبعة أقسام.
١ - المماليك: وهم حكام البلاد ومماليكهم من العسكر الذين سيطروا على البلاد وأهلها، وقد كانوا يعيشون في عزلة تامة عن أهل مصر ولهم تربيتهم الخاصة التي يحرصون أن تكون جيدة وعلى يد أفضل المعلمين والقراء وأساتذة العلوم، وفرسان الحرب، وهؤلاء المماليك هم الذين يضعون السلطان منهم ويخلعونه ويضعون غيره.
مقدمة / 23