قناعه
القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة
پوهندوی
د. محمد بن عبد الوهاب العقيل
خپرندوی
مكتبة أضواء السلف
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
د خپرونکي ځای
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرونه
* ووقع عند أحمد (١) بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه: "أنه يمكث في الأرض أربعين سنة" (٢)، وهو عند أبي داود والطبراني في "الأوسط"، وقد لا ينافيه حديث ابن عمر (٣) إن ثبت بحمله على إلغاء الكسر، وقيل غير ذلك (٤).
* ومنها أنه يستدل بقوله: "تقدرون له" على مشروعية تعلم الميقات ليعلم به دخول وقت الظهر مثلًا والأيام الطويلة والقصيرة بالنسبة لغير أيام الدجال بحيث يصلى صلوات السنة أو الشهر في ذلك اليوم.
* ومنها أنه ثبت أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها (٥).
_________
(١) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله، المروزي، الإمام المشهور في الفقه والحديث ونصرة الإسلام، إمام أهل السنة والجماعة، أعز الله به السنة وقمع به البدعة. وفضائله أكثر من أن تحصر، توفي سنة (٢٤١ هـ). "تاريخ بغداد": (٤/ ٤١٢)، "طبقات الحنابلة": (١/ ٤، وما بعدها).
(٢) تقدم.
(٣) في "الأصل": (عمرو)، وفي "أ": (عمر) وكذلك في "ط".
(٤) أي: في مدة إقامته في الأرض بعد نزوله. انظر: "لوامع الأنوار": (٢/ ٩٨).
(٥) جاء ذلك في "صحيح مسلم": (٤/ ٢٢٤٦): "أن ابن عمر لقي ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولًا أغضبه؛ فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن الصائد؟ أما علمت أن رسول الله ﷺ قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها".
وابن صائد أو صياد يهودي كان في زمن النبي ﷺ، وكان في أول أمره ينزل عليه شيطان، وفيه أوصاف توافق بعض أوصاف الدجال؛ ولذلك كان بعض الصحابة يقسم على ذلك، أي: أنه الدجال، وشخصيته تدل على أنه دجال من الدجاجلة، بل ويحب أن يثار حوله الخلاف وإن ادعى في الظاهر أنه غضبان ثم أسلم، والله أعلم بحقيقة ذلك، ثم فقد في وقعة الحرة، وقد اختلف العلماء بعد ذلك في حقيقته.
قال النووي ﵀: قال العلماء قصة ابن صياد مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة، وظاهر الأحاديث أن النبي ﷺ لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال أو غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صائد قرائن محتملة؛ فلذلك كان النبي ﷺ لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره؛ ولهذا قال لعمر ﵁: "إن يكن هو فلن تستطيع قتله". "شرح النووي": (١٨/ ٤٦).
وقد أطال ابن حجر ﵀ البحث في المسألة وخلص إلى أن ابن صائد ليس الدجال. انظر: "الفتح": (١٣/ ٣٢٣ - ٣٢٩).
1 / 42