وما كان المرء ليحقق نجاحا أكبر في تكذيب المنجم بالقول: من بين طفلي اللذين ولدا في الدقيقة نفسها، أصبح واحد ملكا، والآخر مجرد وكيل كنسي في إبراشيته؛ لأن بإمكان المنجم الدفاع عن نفسه جيدا بتوضيح أن الفلاح اغتنى حينما أصبح وكيلا للكنيسة، كما فعل الأمير حينما أصبح ملكا.
ولو ادعى امرؤ أن قاطع طريق أمر البابا سيكستوس الخامس بشنقه ولد في الوقت نفسه الذي ولد فيه سيكستوس الذي تحول من راعي خنازير إلى البابا، لقال المنجمون إن أحدهما تأخر ثواني قليلة، وإنه مستحيل، طبقا للقواعد، أن يتنبأ النجم نفسه بالتاج الثلاثي وبالمشنقة. إذا، فقط لأن مجموعة من الخبرات كذبت التنبؤات، أدرك الناس في النهاية أن الفن كان مضللا، ولكنهم، قبل تحررهم من الأوهام، ظلوا أمدا طويلا يصدقونها في سذاجة.
تنبأ واحد من أشهر علماء الرياضيات في أوروبا، يسمى ستوفلر - وهو الذي ذاع صيته في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وعمل طويلا في مهمة إصلاح التقويم التي اقترحت في مجمع كونستانس - بفيضان عالمي في عام 1524م، وقال إن هذا الفيضان سيصل في شهر فبراير، وإن الأمر منطقي تماما؛ لأن زحل والمشتري والمريخ كانوا مشتركين في برج الحوت. أصاب الهلع كل شعوب أوروبا وآسيا وأفريقيا الذين سمعوا بالنبوءة، توقع الجميع الفيضان بصرف النظر عن قوس قزح. وسجل كتاب معاصرون عدة أن سكان المقاطعات البحرية في ألمانيا سارعوا ببيع أراضيهم بأسعار بخسة للغاية لمن كان قادرا على الدفع ولم يكن يصدق السخافات مثلهم. تسلح كل فرد بمركب كفلك نوح، وصنع طبيب من تولوز يدعى أورويل سفينة ضخمة لنفسه ولأسرته وأصدقائه، واتخذت احتياطات مماثلة في أجزاء كبيرة من إيطاليا. وأخيرا، حل شهر فبراير ولم تسقط قطرة ماء واحدة. لم يكن شهر قط أكثر جفافا، ولم يكن المنجمون قط أكثر حرجا، ومع ذلك، فما ثبطت همتهم، وما شعروا بإهمال بيننا؛ بل استمر معظم الأمراء في استشارتهم.
ليس لي شرف الإمارة، لكن كلا من كونت بولانفيلييه الشهير ورجلا إيطاليا يدعى كولوني، كان يحظى بمكانة كبيرة في باريس، تنبآ بأني سأموت بلا مراء في عمر الثانية والثلاثين. كنت شريرا إلى حد أني غششتهم حتى الآن فيما يناهز ثلاثين عاما؛ ولهذا ألتمس معذرتهم.
الإلحاد
(1) القسم الأول (1-1) عن المقارنة المتكررة بين الإلحاد والوثنية
يبدو لي أن رأي ريشيوم اليسوعي عن الإلحاد والوثنية في «القاموس الموسوعي» لم يفند بقوة كافية؛ هذا الرأي الذي تبناه من قبل القديس توما، والقديس جريجوريوس النزينزي، والقديس قبريانوس، وترتليانوس؛ هذا الرأي الذي عبر عنه أرنوبيوس بقوة حينما خاطب الوثنيين قائلا: «ألا تستحون أن توبخونا على احتقارنا آلهتكم؟ ألم يكن الأجدر بكم الكفر بأي إله من أن تنسبوا للآلهة أفعالا شائنة؟»
1
هذا الرأي الذي أقره منذ أمد طويل بلوتارخ الذي يقول: «إنه يفضل أن ينفي الناس وجود شخص يدعى بلوتارخ على القول إنه متقلب سريع الغضب حقود.»
2
ناپیژندل شوی مخ