172

قاموس فولتير الفلسفي

قاموس فولتير الفلسفي

ژانرونه

مرة أخرى يبدو أن طبيعة كل مبدأ للأشياء هي سر الخالق. كيف يمكن للهواء أن يحمل الصوت؟ كيف تخلق الحيوانات؟ كيف تطيع أطرافنا دوما إراداتنا؟ أي يد تضع الأفكار في ذاكرتنا، وتحفظها هناك وكأنها في سجل، وتسحبها أحيانا حينما نريدها، وأحيانا رغما منا؟ طبيعتنا، وطبيعة الكون، وطبيعة أقل نبتة، كل شيء بالنسبة إلينا غارق في هوة مظلمة.

الإنسان كائن يفعل، ويشعر، ويفكر. هذا كل ما نعرفه عنه، ولم تعط لنا معرفة ما يجعلنا نشعر ونفكر، أو ما يجعلنا نفعل، أو ما يجعلنا نوجد. إن ملكة الفعل مبهمة بالنسبة إلينا تماما كما هي ملكة التفكير. صعوبة إدراك كيف تكون لجسد من الطين مشاعر وأفكار هي أقل من صعوبة إدراك كيف تكون لأي كائن ، أيا ما يكن، أفكار ومشاعر.

لدينا في جانب نفس أرشميدس، وفي الجانب الآخر نفس أحمق؛ أهما من الطبيعة نفسها؟ إن كان جوهرهما هو أن تفكرا، فهما تفكران دائما، وباستقلال عن الجسد الذي لا يمكنه الفعل من دونهما. إن كانتا تفكران بطبيعتهما، فهل يمكن لنوع النفس التي لا يمكنها حل مسألة جمع حسابية أن يماثل تلك التي قاست السماء؟ لو كانت أعضاء الجسد هي التي جعلت أرشميدس يفكر، فلماذا لا يفكر على الإطلاق هذا الأحمق الأشد من أرشميدس بنية، والأكثر نشاطا، والذي يؤدي كل وظائفه على نحو أفضل؟ تقول إن ذلك لأن دماغه ليس جيدا كدماغه. ولكنك تفترض افتراضا؛ فأنت لا تعلم على الإطلاق. لم تكتشف فروق بين الأدمغة السليمة التي شرحت. من المحتمل جدا حتى أن يكون مخيخ الأحمق أفضل حالا من مخيخ أرشميدس الذي سبق أن اشتغل بقدر مذهل، وربما بلي وتغضن.

لذا دعنا نلخص ما استنتجناه بالفعل، أننا جاهلون بكل المبادئ الأولى. وفيما يتعلق بالجهلة الذين يفخرون أنفسهم بناء على معرفتهم فهم أدنى كثيرا من القرود.

والآن، أيها المتجادلون الغاضبون المتنازعون، قدموا مرافعاتكم بعضكم ضد بعض. اعرضوا إهاناتكم، انطقوا بجملكم. أنتم يا من لا تعلمون كلمة واحدة عن الأمر. (5) القسم الخامس

عن مفارقة واربيرتون عن خلود النفس

ألف واربيرتون، أسقف جلوسيستر ومحرر أعمال شكسبير وشارحها، مستفيدا من الحرية الإنجليزية، ومستغلا عادة رمي الخصوم بالإهانات، أربعة مجلدات؛ ليثبت أن خلود النفس لم يذكر قط في الأسفار الخمسة، وليستنتج من البرهان نفسه أن رسالة موسى مقدسة. هذا ملخص كتابه الذي يقدمه هو نفسه في الصفحتين السابعة والثامنة من المجلد الأول: (1) «الاعتقاد بحياة أخرى وبمكافآت وعقوبات بعد الموت ضروري لكل المجتمعات المدنية. (2)

اتفق الجنس البشري بأكمله (وهذا ما يخطئ فيه)، وخصوصا أمم العصور القديمة الأكثر حكمة والأكثر ثقافة، في الإيمان بهذا الاعتقاد وتعليمه. (3)

لا يمكن العثور عليها في أي جزء من شريعة موسى. ومن ثم، فشريعة موسى ذات أصل إلهي. وهذا ما سأثبته بهذين القياسين المنطقيين:

القياس الأول:

ناپیژندل شوی مخ