171

قاموس فولتير الفلسفي

قاموس فولتير الفلسفي

ژانرونه

جيد مع ذلك أن نعلم أنه في عام 1730م عانى أحد الفلاسفة

1

بشدة من الاضطهاد؛ لاعترافه - مع لوك - بأن فهمه لم يكن يمارس في كل لحظة في اليوم والليلة. تماما كما أنه لم يكن يستخدم ذراعيه وقدميه في كل اللحظات. لم يضطهده جهل المحكمة وحسب، ولكن أرخي العنان للنفوذ الحقود لقلة ممن يدعون أدباء ضده. وما أنتج في إنجلترا قليلا من الخلافات الفلسفية، أنتج في فرنسا أخس الأعمال الوحشية؛ فقد عانى رجل فرنسي بسبب لوك.

دائما ما كان في وحل أدبنا أكثر من واحد من هؤلاء الوضيعين الذين باعوا أقلامهم، وتآمروا حتى ضد المحسنين إليهم. ربما تبدو هذه الملحوظة بعيدة نوعا ما عن موضوع «النفس»؛ لكن هل يجب على المرء أن يفوت فرصة إرعاب أولئك الذين يجعلون أنفسهم غير مستحقين للقب رجال الأدب، الذين يعهرون بما لديهم من عقل وضمير قليلين من أجل مصلحة ذاتية وضيعة، وسياسة متعصبة، ويخونون أصدقاءهم ليتملقوا الحمقى، وينفثون في الخفاء السم الذي يرغب الأقوياء والأشرار في أن يتجرعه المواطنون النافعون؟

باختصار، بينما نعبد الله بكل نفوسنا، دعونا نعترف دوما بجهلنا العميق بالنفس؛ تلك الملكة من الشعور والتفكير التي نملكها من خيره الذي لا ينفد. دعونا نقر بأن منطقنا الضعيف لا يمكنه أن يسلب الوحي والإيمان شيئا، ولا أن يزيدهما شيئا. دعونا نستنتج بإيجاز أن علينا أن نستخدم هذا الذكاء الذي لا نعرف طبيعته، من أجل إتمام العلوم التي تعد موضوع «الموسوعة»، تماما كصانعي الساعات الذين يستخدمون الزنبركات في الساعات دون يعرفوا ما هو الزنبرك. (4) القسم الرابع

عن النفس وعن معرفتنا القليلة

بناء على بينة معارفنا المكتسبة، جرؤنا على أن نتساءل عما إن كانت النفس خلقت قبلنا؛ وما إن كانت تأتي من العدم إلى جسدنا؛ وفي أي عمر سكنت بين المصران الأعور والمستقيم؛ وما إن كانت أتت بالأفكار معها أم استقبلتها هناك؛ وما هي تلك الأفكار؛ وما إن كان جوهرها بعد أن أحيتنا في بضع دقائق سيعيش من بعدنا إلى الأبد دون تدخل الله نفسه؛ وبما أنها روح، وبما أن الله روح، فهل هما من طبيعة متشابهة؛ هذه الأسئلة تبدو سامية، فما هي؟ هي أسئلة العميان عن النور.

ماذا علمنا الفلاسفة القدماء والمحدثون كافة؟ طفل أكثر حكمة منهم، فهو لا يفكر في الأشياء التي لا يمكنه أن يشكل عنها أي مفهوم.

ستقول إنه محزن لفضولنا الذي لا يمكن إشباعه، ولظمئنا الذي لا يكل للسعادة أن نكون جهلة بأنفسنا هكذا! أوافق، وثمة أمور أكثر محزنة، لكني سأجيبك بالآتي:

لك حتف إنسان، ورغبات إله (أوفيد، «التحولات،» 2: 56).

ناپیژندل شوی مخ