164

قاموس فولتير الفلسفي

قاموس فولتير الفلسفي

ژانرونه

أولئك الذين قالوا إن حب ذواتنا هو أساس كل آرائنا وكل أفعالنا كانوا لذلك على حق تماما في الهند وإسبانيا وكل المسكونة. وكما أن المرء لا يكتب ليثبت للبشر أن لديهم وجوها، فليس من الضروري أن نثبت لهم أن لديهم تقديرا للذات. إن تقدير الذات هو أداة حديثنا، وهو يمثل أداة خلود الأنواع، إنه ضروري، وعزيز علينا، ويمنحنا السرور، ويجب أن يكون خفيا.

النفس

(1) القسم الأول

هذا مصطلح غامض مبهم، يعبر عن مبدأ مجهول لآثار معروفة نحسها فينا. تتماثل كلمة «نفس» مع كلمة «أنيما» اللاتينية، ومع كلمة «نوما» الإغريقية، ومع المصطلح الذي استخدمته كل الأمم لتعبر عما لم تفهمه أفضل مما نفهمه بأي حال.

وهي تدل في المعني الصحيح والحرفي للاتينية واللغات المشتقة من اللاتينية على «ذلك الذي يتحرك». هكذا تكلم الناس عن نفس البشر، والحيوانات، وأحيانا النباتات؛ ليشيروا إلى أساس نموها وحياتها. لم يكن لدى البشر أبدا سوى فكرة مرتبكة عن هذه الكلمة وهم ينطقونها، كما يحدث حينما يقال في سفر التكوين: «وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية.» وكما يقال إن «نفس الحيوانات في الدم»؛ وكما يقال «لا تقتلوا نفسي»، وما إلى ذلك.

هكذا اعتبرت النفس أصل الحياة وسببها، بل الحياة ذاتها. ولهذا تصورت كل الأمم المعروفة طويلا أن كل شيء كان يموت مع الجسد. إذا استطاع المرء أن يستخلص أي شيء في فوضى التواريخ القديمة، فسيبدو أن المصريين، على الأقل، كانوا أول من ميزوا بين الذكاء والنفس، وقد تعلم اليونانيون منهم التمييز بين عقلهم،

νοῦς ، ونفسهم،

πνεῦμα ، وروحهم،

σкιά . واتبع اللاتينيون النموذج نفسه؛ إذ ميزوا بين العقل والنفس. وفي النهاية، أصبحنا نحن أيضا نميز بين نفسنا وفهمنا. ولكن، هل هذا الذي هو أساس حياتنا مختلف عن ذلك الذي هو أساس أفكارنا؟ أهو الكائن نفسه؟ وهل يشبه هذا الذي يوجهنا ويمنحنا الإحساس والذاكرة ذلك الذي هو في الحيوانات سبب الهضم، وسبب أحاسيسها، وذاكرتها؟

ها هو الموضوع الأبدي لجدالات البشر. وأقول موضوع أبدي؛ لأنه ليس لدي أي فكرة أولى يمكن أن نبدأ منها في هذا التمحيص، ولا يسعنا إلا أن نظل إلى الأبد في متاهة الشك والتخمين الواهي.

ناپیژندل شوی مخ