سواء أكانت قوته متناهية أم لا فهذا لا يعنيك؛ إنها مسألة لا فرق فيها للرعية بين أن يكون لسيده خمسمائة فرسخ من الأراضي أم خمسة آلاف، فلن يزيده هذا ولن ينقصه ذلك خضوعا.
أي شيء أكبر إساءة لذلك الكائن الأعظم الذي لا يوصف: أن نقول إنه «خلق بشرا بؤساء دون أن يكون قادرا على الاستغناء عنهم، أم إنه خلقهم لأجل مسرته؟»
كثير من الطوائف تصوره على أنه قاس؛ وآخرون؛ خشية أن يعترفوا بأنه إله شرير، تجرءوا على إنكار وجوده. أليس أفضل أن نقول إنه ربما أن ضرورة طبيعته وضرورة الأشياء حتمتا كل شيء؟
العالم مسرح للمرض المعنوي والمادي، والإنسان واع بذلك مع الأسف، وعبارة «كل شيء خير» لشافتسبري وبولينجبروك والبابا ليست سوى تناقض فكاهي، نكتة رديئة.
أما مبدآ زرادشت وماني - اللذين درسهما بايل بعناية - فهما نكتة أسخف؛ فهما، كما لوحظ بالفعل، يشبهان طبيبي موليير؛ يقول أحدهما للآخر: «امنحني ما يثير غثياني، وسأمنحك ما يجعلك تنزف.» المانوية سخيفة؛ ولذلك كان لها مؤيدون كثيرون جدا.
أعترف أني لم أستنر بكل ما قاله بايل بشأن المانوية والبولسيانية؛ هذه مسألة خلافية، وكنت سأفضل فلسفة محضة. لماذا نناقش أسرارنا جنبا إلى جنب مع أسرار زرادشت؟ حالما تجرؤ على التفكر في أسرارنا التي لا تحتاج إلا إلى الإيمان، لا التعقل، تفتح على نفسك أبواب الهاوية.
ما من علاقة بين تفاهات لاهوتنا المدرسي وتفاهات التأملات الزرداشتية.
لماذا نناقش الخطيئة الأصلية مع ما تحدث عنه زرادشت؟ لم تكن هناك قط تساؤلات بشأنها إلا في زمن القديس أوغسطين، لم يسمع بها زرادشت ولا أي مشرع آخر في العصور القديمة.
إن كنت ستتجادل مع زرادشت فلنضع كل الأقفال على العهدين القديم والجديد اللذين لم يعرفهما، ويجب على المرء أن يقدسهما دون أن يرغب في تفسيرهما.
ما الذي كان ينبغي أن أقوله لزرادشت؟ لا يمكن لعقلي أن يعترف بإلهين يتصارعان؛ فهذا يصلح فقط لقصيدة تتعارك فيها مينرفا مع مارس. إن عقلي الضعيف أكثر قنوعا ورضا بكائن عظيم واحد، كان من شأن جوهره أن يصنع - وصنع - كل ما سمحت به الطبيعة له، من قنوعه ورضاه بكائنين عظيمين أحدهما يفسد أعمال الآخر. إن مبدأ الشر أهرمان لديك لم يكن قادرا على خرق قانون واحد من القوانين الفلكية والفيزيائية لمبدأ الخير أورموزد، وكل شيء يتقدم في السماء بأقصى درجة ممكنة من النظام. لماذا كان ضروريا أن تكون لدى أهرمان الشرير السيطرة على ذلك الكوكب الضئيل من العالم؟
ناپیژندل شوی مخ