قاموس عادات او دود لارې او مصري تعبیرونه

احمد امین d. 1373 AH
170

قاموس عادات او دود لارې او مصري تعبیرونه

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

ژانرونه

واشترك في هذه المعمعة القضاء والسياسة والأدب والأخلاق، فجلسات المحاكم وما دار فيها من مرافعات تطلع على الناس في الجرائد، والشعراء يضعون المقطوعات الظريفة، والجرائد الهزلية تنشر النكت اللاذعة، والباحثون يبحثون في سلسلة نسب الشيخ يوسف، هل هو من الأشراف أو لا، والشيخ على يوسف يدعي الشرف، ويستخرج من نقابة الأشراف سلسلة نسبه، فإذا أحد أجداده يلقب بالخواجه فلان، فيبحث: هل الخواجة لا تطلق إلا على النصراني أو لا؟ وهكذا من سخافات.

وقد كانت هذه الحادثة سببا في انتشار الجرائد بين الناس ليروا فيها كل يوم طريفة، وكان ذلك أيضا سبب اتصالي بالجرائد بعد أن كنت لا أقرؤها.

والحادثة الثانية حادثة دنشواي، ودنشواي بلدة في المنوفية، وكان قد خرجت فرقة من جنود الإنجليز مع ضباطها من القاهرة إلى الإسكندرية، فلما وصلت إلى منوف انحرفت في سيرها، وقصد خمسة ضباط منهم بلدة دنشواي، لعلمهم أن فيها حماما يصاد، فبينما هم يصيدون، خرجت من يد أحدهم رصاصة أصابت امرأة في الجرن، وأشعلت فيه النار، فهاج زوجها ولم يرد أكثر من أن يساق الجندي إلى المركز، فاجتمع حول الضابط زملاؤه وجاء الرجال من أهل البلدة لإنجاد صاحبهم، فأطلق الضباط الإنجليز النار على الأهالي، فأصيب بعضهم، فهجم الأهالي على الضباط وجردوهم من سلاحهم، وضربوهم بالعصي الغليظة، فأصيب ضابطان، وجرى ثالث وهو جريح وعدا مسافة طويلة، ثم سقط على الأرض ميتا، فلما علم الجنود الإنجليز بذلك حضروا وقبضوا على من حول القتيل من الأهالي وفر أحدهم فأطلق الإنجليز عليه الرصاص وقتلوه، ومثلوا بجثته، وقامت الدنيا لهذه الحادثة وقعدت، وتوعد الإنجليز أهل دنشواي بأشد العقاب وفعلا أقيمت المشانق في دنشواي، وقتل بعض الفلاحين وجلد البعض، ونستخلص من الحادثة الأولى: (1)

أن الرأي العام المصري في ذلك الوقت كان يتحرك للتوافه من الأمور، وبغض النظر عن عظائمها، كالاحتلال الإنجليزي، والظلم الذي يقع على رأس الرعية من حين إلى حين. (2)

أن مسألة الزواج عندهم مقدسة وخاضعة للتقاليد القديمة. (3)

تدخل السياسة في الأشياء حتى البعيد عنها فتفسدها. (4)

غلبة المسائل الشخصية على المسائل العامة.

ونستطيع أن نستخلص من الحادثة الثانية: (1)

محافظة الفلاح محافظة تامة على حرمة الزواج، وحرمة ملكيته الخاصة لا العامة، فلو ضاعت البلد بأكملها ما أهمته، ولكن لو حرق جرنه الخاص لسفك فيه الدماء. (2)

نجدة الفلاحين بعضهم لبعض عند نزول الكارثة بأحدهم. (3)

ناپیژندل شوی مخ