من مواليد بوسطن. بدأ منذ صباه العمل مع أبيه في صناعة الصابون والشموع، ثم عمل مع أخيه غير الشقيق في الصحيفة التي كان يصدرها هذا الأخير. وتلقى تعليمه من قراءة الكتب. وقد انتقل إلى فيلادلفيا ليعمل في مطبعة مشهورة هناك، وسافر إلى إنجلترا كيما يشتري مطبعة خاصة له، ولكن نقص المال اضطره للعمل في إحدى مطابع لندن. وحين عاد إلى «فيلادلفيا» أنشأ مطبعته، وأصدر صحيفة «فيلادلفيا جازيت» (1729-1766م)، وعددا من أوائل كتبه. وقد عزز شهرته ومكانته بإصدار سلسلة «تقويم ريتشارد المسكين» التي استمرت من عام 1733م إلى 1758م.
وقد وضع «فرانكلين» في سن الثانية والعشرين «منهاجا دينيا» لاكتساب فضائل نافعة، مؤكدا إيمانه بأن أفضل وسيلة دينية هي عمل الخير لبني الإنسان. ومع كتاباته ونجاحه المهني، أصبح قائدا للشئون الخيرية والعلمية والسياسية. وبدأ في إعداد مشاريع لرصف الطرق وإنارتها ونظافتها، وأقام أول «مكتبة دوارة». وقد أسس «الجمعية الفلسفية الأمريكية» وأكاديمية لتعليم الشباب، وهي التي أصبحت بعد ذلك نواة جامعة بنسلفانيا. وعكف على إجراء تجارب علمية في الكهرباء، واخترع موقدا جديدا، ونوعا جديدا من الساعات.
وقد شغل «فرانكلين» عدة مناصب في أثناء الحقبة الاستعمارية الإنجليزية لأمريكا، منها نائب المدير العام لبريد المستعمرات. وفي عام 1757م، ابتعث إلى إنجلترا بهدف الوصول إلى تحسين أحوال الحكم للمستعمرة، وظل هناك حتى عام 1775م، حيث تعرف على أقطاب الفكر هناك ومنهم «هيوم» و«بيرك» و«آدم سميث» وغيرهم. وقد استمر هناك في تجاربه العلمية، ومنحته جامعات إنجليزية درجات أكاديمية.
وحين بدأت بعض الولايات الأمريكية تتململ من الاحتلال الإنجليزي، أصبح فرانكلين مندوبها في إنجلترا، ولم يطالب إلا بأن يعامل الأمريكيون المعاملة نفسها التي يعامل بها المواطنون الإنجليز. ولكنه عارض القوانين الغاشمة التي سنتها إنجلترا لمستعمرتها الأمريكية، وأعرب عن ذلك في كتابين ساخرين نجحا نجاحا باهرا وهما: «قانون صادر من ملك بروسيا» (1773م) و«القواعد التي تؤدي بمملكة عظمى أن تصبح مملكة صغرى» (1773م). وقد أدى سلوكه هذا إلى فقد منصبه في هيئة البريد، فعاد إلى أمريكا حيث شارك في «الكونجرس القاري» وأصبح مديرا للبريد الأمريكي، وساعد في وضع مشروع إعلان الاستقلال. وابتعث بعد ذلك إلى فرنسا للتفاوض على عقد اتفاقية معها، ونجح في عقد تحالف تجاري ودفاعي مع فرنسا في فبراير 1778م. وتم تعيينه في العام نفسه مفوضا لدى البلاط الفرنسي، ونجح في الحصول على قروض من فرنسا، وعقد اتفاقات مع السويد وبروسيا. وإلى جانب كل ذلك، وجد الوقت لمواصلة تجاربه العلمية، وتأليف عدة كتب منها «أخلاقيات الشطرنج» و«الصغير» و«الحوار بين فرانكلين والبلاط» (ما بين 1779 و1780م). وعاد إلى أمريكا في 1785م، وانضم إلى الموقعين على الدستور. وكان آخر أعماله العامة التوقيع على عريضة تذكارية موجهة للكونجرس من أجل إلغاء الرق، ونشر خطابا بعنوان «حول تجارة العبيد» في «ذا فيديرال جازيت».
وقد اشتهرت السيرة الذاتية التي كتبها فرانكلين عن نفسه، برغم أنها شملت حياته حتى عام 1759م فحسب. وقد نشرت في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، قبل صدورها في أمريكا عام 1818م، بيد أن المراجع تذكر أن النسخة الكاملة للسيرة بالإنجليزية لم تنشر إلا عام 1867م. ويبدو فرانكلين فيها نموذجا للمفكر المستنير، الذي يتفق مع آراء «روسو» و«فولتير»، ويستخدم لغة «ديفو» و«أديسون».
وتميز أسلوبه في الكتابة بالوضوح والدقة، وتبدو فيه طباعه العقلية والأخلاقية. وقد تقبل كل أنواع الفكر، وإن كانت ميوله ذات نزعة براجماتية، وكان حماسه موجها نحو العلم التجريبي. وقد صدرت «أوراقه » في 40 مجلدا منذ عام 1959م.
روبرت فروست
FROST, Robert (1874-1963م)
شاعر من «نيو إنجلاند». ⋆
عمل في عدة مهن حرفية، إلى جانب تحرير جريدة محلية والتدريس، قبل أن يستقر في أعمال الفلاحة. وقد أثر ذلك في شعره؛ إذ أصر أن تكون قصائده بسيطة وصادقة.
ناپیژندل شوی مخ