رائعة الكاتب هرمان ملفيل. ⋆
لم تلق نجاحا عند ظهورها، بيد أنها الآن تعد من روائع الأدب العالمي. وهي تحكي عن رحلة لصيد الحوت الأسطوري «موبي ديك» الذي سبق أن تسبب في فقدان القبطان ساقه، وتنتهي بعد أحداث رهيبة بتدمير السفينة ومن عليها. وقد بدأ ملفيل الرواية باعتبارها بيانا لعملية صيد الحيتان، بيد أن كتابتها تزامنت مع قراءته لشكسبير وصداقته مع هوثورن، ⋆
مما جعله يتحول بروايته إلى الشك في براءة النفس الإنسانية كما تتجلى في عصره، مما حمل كتابه بإيحاءات تجديفية صدرت عن بطل الرواية القبطان «إهاب». ويفسر بعض النقاد الرواية بأنها مأساة فاوست الجديدة. ومحاور «موبي ديك» الثلاثة هي القبطان «إهاب»، والراوية «إسماعيل»، والحوت «موبي ديك» نفسه. وصراع «إهاب» المرير مع الحوت الهائل ورغبته في الانتقام منه يخلع مسحة أسطورية على الرواية، ويجعلها صراعا للفكر والإيمان؛ فالحوت يستبين كالطاقة المعقدة التي لا يمكن الإمساك بها؛ أي الطبيعة على وجه العموم. ولهذا فإن رغبة «إهاب» في الانتقام التي تطغى على واجبه كقبطان للسفينة وتجاه البحارة والتجارة، تصبح تحديا للكون ذاته، محاولا الكشف عن القناع الذي جعل الحوت ينتهك حرمة جسده. وهذا في النهاية صراع بين الخير والشر؛ إذ لا تفتقد الرواية النظر إلى وجه الطبيعة الحنون، بما يتخذه الراوية «إسماعيل» من مواقف تأملية متفهمة لكل الأحداث؛ وهو ما يجعله في النهاية الوحيد الذي يبقى حيا بعد الكارثة التي حلت بسفينة القبطان «إهاب» نتيجة تحديه للقدر. والرواية فيها الكثير من الرمزية، سجلها ملفيل في «الدبلون» وهي العملة الذهبية التي دقها «كويكج» - أحد الصيادين - على سارية السفينة، وطفق كل واحد يفحصها ثم يفسر ما عليها من نقوش على نحو مختلف تماما عن الآخرين، كل بحسب معتقداته وذكائه وسنه وحساسيته وطبيعته الخاصة.
والرواية ممتعة على أي مستوى يتخذه القارئ تجاهها؛ فهي شائقة في أحداثها، عميقة في رموزها، سخية في تصوير شخصياتها. وقد استحقت «موبي ديك» أن تحرز مكانة رفيعة في تاريخ الأدب.
وقد أدرجت الرواية برقم 10 في قائمة أفضل 101 رواية عالمية التي وضعها كاتب هذه السطور.
ماريان مور
MOORE, Marianne (1887-1972م)
عملت «مور» بالصحافة الأدبية رئيسة لتحرير مجلة «ذي دايال» (1925-1929م)، ولم تدخل مجال نشر مؤلفاتها حتى منتصف الثلاثينيات من عمرها، بديوانها «قصائد» في عام 1924م. وتنتمي «مور» إلى المدرسة الحداثية في الشعر، رغم تصنيف بعض النقاد لها في المدرسة التصويرية. وإسهامها في مجال الشعر الحديث يتمثل في استخداماتها المختلفة للغة، واستكشافاتها التجريبية للكلمات. ولم يقتصر تجديدها على الشكل فحسب، بل إنها عالجت موضوعات ووجهات نظر معنوية ودينية جديدة، وساعدها في ذلك دراستها الفرعية للبيولوجي في الجامعة. ومن دواوينها الأخرى «ملاحظات» (1924م)، و«قصائد مختارة» (1935م) الذي كتب ت. س. إليوت مقدمة له. وقد حازت جائزة بوليتزر في الشعر عام 1951م عن ديوانها «قصائد مجموعة». وفي دواوين تالية، استخدمت دراستها العلمية في صك صور شعرية وبلاغية واستعارات غير مألوفة تتصل بمخلوقات قصية غريبة. وقد صدرت أعمالها الشعرية الكاملة في عام 1967م.
توني موريسون
MORRISON, Toni (1931م-...)
ناپیژندل شوی مخ