فسألته إخلاصه لو كاده ... والحسن يأمره بقبح مذاقه
هو كالزَّمان إذا أذاقك حلوه ... أسقاك مرًا منه بعد مذاقه
ومنها:
فالعلم محروم بقبح كساده ... والجهل مرزوق بحسن نفاقه
يا ليتني أبصرت قبل منيَّتي ... من نال حظًّا منه باستحقاقه
[١٠١]
أحمد بن المبارك بن نوفل /١٦٤ أ/ ابن ناش بن المهيا، أبو العباس الضرير النحويُّ النصيبيُّ.
أخبرني أنَّه ولد بقرية من نواحي الموصل – تدعى خرفة – غربيها، وانتقل إلى نصيبين وعمره اثنتا [عشرة] سنة، فأقام بها مدّة فنسب إليها.
ثم قدم الموصل وصحب الشيخ أبا حفص عمر بن أحمد العسفنيّ النحويّ، فأخذ عنه علم العربية، وقرأ عليه أشعار العرب واللغة والعروض، وسائر فنون الأدب.
وكان أولًا قد درس فقه الشافعي والفرائض والأصول والحساب وغير ذلك، وذكر لي أنه حفظ القرآن العزيز في سبعة أشهر.
سألته عن ولادته، فقال: ما أتحققها إلا [أن] لي الآن أربعون سنة. وكان سؤالي له في شوال بالموصل سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
وهو رجل فاضل عالم حافظ لأخبار الناس وحكاياتهم ونوادرهم يغشى مجلسه جماعة من المستفيدين، يقرأون عليه. وصنف كتبًا في النحو والعروض، منها كتاب سماه "إيضاح العلل الخوافي في معرفة العروض والقوافي"، وكتاب في النحو /١٦٤ ب/ سماه "بيان المنهج وشرح الأنموذج" لأبي القاسم الزمخشري، وكتاب