القاهرة
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
ژانرونه
في شبرا الخيمة وحلوان على التوالي، بينما هي في حدود 100 إلى 150 في بلاد العالم المتقدم، وتحتوي الأتربة العالقة على مواد سامة مثل الرصاص والزنك والنيكل.
وبطبيعة الحال فإن التركيز في هذه الملوثات يكون على أشده فوق مناطق المصانع التي أشرنا إليها سابقا، وفوق المناطق السكنية المتداخلة في المناطق الصناعية، فتزيد مشكلات السكن الصحية سوءا على سوء.
فالصناعة تخلق مناخات محلية خاصة. فإن التسخين الناجم عن دخان المصانع يخلق نوعا من التيارات الهوائية الساخنة الصاعدة فوق شبرا الخيمة، ثم تبرد هذه التيارات كلما ارتفعت في طبقات الجو، فترتد إلى الأرض منتشرة في صورة أتربة ساقطة على مساحات واسعة فتشمل نطاق الزراعة والسكن، ليس فقط في شبرا الخيمة؛ بل تنتشر أيضا على معظم شمال القاهرة نتيجة دفع الرياح الشمالية لها، ومن ثم فإن الكثير من الخضراوات المزروعة في المنطقة تتأثر بالملوثات، مثل الرصاص، الذي يمتص في التربة، ويدخل غذاء النمو النباتي. وبلا شك فإن الكميات القليلة من الملوثات التي تدخل الجسم نتيجة لأكل هذه الحاصلات تصبح كثيرة المضاعفات الصحية مع دوام أكلها. هذا فضلا عن تعرض السكان إلى الكثير من أمراض التنفس وأمراض العظام، ولتأكيد ذلك فالمقترح إجراء مسوح صحية في المنطقة لتبين مدى وشيوع أمراض معينة خاصة بالبيئة الصناعية بين سكان شبرا الخيمة.
والمسألة لا تقتصر على محلية شبرا الخيمة فقط. فالرياح الشمالية الدائمة تحمل معها ملوثات الصناعة المذكورة إلى بقية القاهرة، وبطبيعة الحال سيكون التأثير أكبر في شمال القاهرة يقل تدريجيا صوب الجنوب إلى أن يلتقي بملوثات منطقة الصناعة الجنوبية الممتدة من دار السلام والمدابغ إلى حلوان-التبين، وبذلك تقع القاهرة بين شقي رحى التلوث من شبرا الخيمة في الشمال إلى حلوان في الجنوب، وعلينا أن ندرك أن تأثير شبرا الخيمة على معظم القاهرة هو الأقوى بحكم أن القاهرة تقع في منصرف رياح الشمال بعد أن تتحمل بملوثات الصناعة . أما ملوثات الجنوب من دار السلام حتى التبين، فيقتصر أثرها الضار على جنوب القاهرة الكبرى فقط.
كيف نواجه هذه المخاطر؟
أولا:
إجراء مخطط شامل جديد لمنطقة شبرا الخيمة. في 1973 أجرت الهيئة العامة للتخطيط العمراني دراسة حول التخطيط الابتدائي العام لمدينة شبرا الخيمة، فهل كانت هناك متابعة لهذه الدراسة؟ وهل رسمت مخططات أخرى؟ وهل دخل أي مخطط حيز التصديق والموافقة أم حيز الأضابير؟ والأغلب أن شيئا لم يتم، بدليل نمو عدد الورش والمصانع الصغيرة في فترة الثمانينيات؛ مما أدى إلى زيادة التلوث بنسب كبيرة.
فالمطلوب إذن تنشيط وتعديل الدراسات التخطيطية السابقة، والعمل الدءوب للحصول على اعتمادها من قبل متخذي القرار، والبدء بتنفيذها في صورة مرحلية. فليس سهلا إجراء التنفيذ في منطقة كثيفة العمران والإنتاج. ففي شبرا الخيمة الآن نحو 800 ألف نسمة.
ثانيا:
نقل الصناعة تدريجيا من شبرا الخيمة بصورة غير مفاجئة، بمعنى: (1)
ناپیژندل شوی مخ