453

سيهرب من بلاده. فإن كان خلاف ذلك، فإنه يخرج من بلاده بإرادة نفسه.

فأما إن رأى الإنسان كأنه يجامع أمه ووجهها محول عنه، فإن ذلك رديء، ويدل إما على صرف محبة أهل بلاد الأم عنه وبعضها له؛ وإما على صرف أهل بلاده وأهل صناعته أو الشيء الذي يريده أيضا.

فإن رأى كأنه يجامعها وهو قائم، فإن ذلك يدل على حزن وضيق يعرض(1) لصاحب الرؤيا، وذلك لأن الناس لا يستعملون مثل هذا الشكل في المجامعة، إلا من عوز الفراش وما ينام عليه.

وإذا رأى الإنسان كأنه يجامع أمه بين فخذيها، فإن ذلك رديء، وذلك لسماجته وسماجة مثل هذا النوم، ويدل على فقر شديد.

فإن رأى كأنه يجامع أمه وهي عالية فوقه، فإن بعض المفسرين قالوا : إن ذلك يدل على موت صاحب الرؤيا، وذلك أن الأرض شبيهة بالأم، لأنها مربية كل شيء، ومنها تتولد الأشياء. وإنما تكون الأرض فوق الموتى، ليس فوق الأحياء.

وقد ايتحنت هذه الرؤيا، فوجدت كل من رآها من المرضى مات. ومن كان صحيح البدن عاش عيشا صالحا سائر حياته؛ لأن في سائر أشكال المجامعة، إنما يعرض التعب والنفس للرجل كثيرآ، والمرأة تبقى بلا تعب ولا عناء .

فأما في مثل هذه الشكل، فإن الوجع كله والتعب يقع على المرأة، والرجل يبقى بغير فعل، ويكون قد غلبت عليه اللذة، ويكون تعبه أقل، لأنه يكون بلا حركة من الرجل، ولا يشعر به كثير ممن حوله إذا كانت المجامعة بالليل، لأنه لا يعلو النفس، وليس استعمال الرجل لهذه المجامعة فى الرؤيا على أشكال كثيرة مختلفة محمودة، وذلك أن من الواجب أيضا أن لا يهين

مخ ۴۵۷