الباب التاسع عشر
في علاوته من الرؤيا المجربة
رأى شاب فهم حامل لكتاب الله، منهمك في بعض المعاصي، كأنه يؤم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غير إذنه؛ وكأن تاليا يقرأ: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)؛ فقص رؤياه على معبر، فقال له : صاحب هذه الرؤيا يكفر ؛ فلم يلبث إلا أياما قلائل، حتى ارتد عن الإسلام.
الباب العشرون
في قراءة القرآن من المصحف
قراءة القرآن من المصحف، أمر ونهي، وشرف ونصر.
وقيل : من رأى أنه يقرأ القرآن ظاهرا، فإنه رجل يخاصم في حق، ودعواه حق، ويؤدي ما في يده من الأمانة، ويكون مؤمنا، خاشعا، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، لقوله عز وجل: (يتلون آيات الله آناء الليل) الآية.
ومن رأى أنه أعطي شيئا من القرآن، أو كان فى يده، فليحفظ في نفسه تلك الاية أو الحروف من القرآن. فإن كان تنزيله في رحمة أو بشارة، فتأويل رؤياه رحمة أو بشارة يصيبها، شبيها بتلك البشارة والرحمة.
وإن كان تنزيله فى وصية، فهو وصية ينفعه الله تعالى إن هو عمل بها. وإن كان تنزيله في وعيد من الله أو عذاب أو غلظ على أهل معصية، فإن تأويل رؤياه هو إنذاره النقمة في معصية هو فيها أو يهم بها. فإن واقعها، نزل به الأمر بقدر ذلك، وإن عصم دفع عنه ذلك البلاء.
وإن كان في حديث أو أمثال فيمن خلا من الأمم، فإن تأويل رؤياه موعظة
مخ ۳۱۱