وإذا رأى زبل الإنسان كثر في المنام، فإنه يدل على أشياء كثيرة، والقول [فيه] على ما أصف:
وإذا رأى الإنسان زبل الإنسان في رحبة أو سوق أو في موضع تجمع الناس، فإن ذلك يدل على تعذر الأعمال عليه في المكان الذي رأى فيه الزبل، ومرارا كثيرة يدل على ما يعوق عن الحركة والإقبال، وعلى مضار كثيرة.
وأيضا فإن من الدلائل الردية أن يرى الإنسان كأنه يتلطخ بزبل الإنسان، أو كأنه يسبل عليه من موصع. فإذا رأى كأنه يتلطخ بزبل فإنه يدل مع ذلك على مرض، وإنما هو دليل خير إن كان فعاله قبيحا وسخا فقط، وقد امتحنا أن ذلك مما ينتفعون به في الرؤيا.
فإن رأى الإنسان معرفة له يرميه بشيء من الزبل، فإن ذلك يدل معاداة ومخالفة في الرأي والظلم يعرض له ممن ألقاها عليه ومضرة كثيرة.
وأما الفسا فإنه كلام فيه ذل. فمن رأى أنه فسا أصابه هم، وإن كان بين الناس، فإنه غم قاس يقع فيه هو ومن كان قريبا منه.
فإن رأى أن غيره فسا وهو يشم ذلك، فإنه غم يمر به.
فإن رأى أنه في الصلاة وقد خرجت منه ريح غير منتنة، فإنه في طلب حاجة ويدعو الله بالفرج، فيتكلم بكلام فيه ذلة فيعسر عليه ذلك الأمر(.
وأما الضراط، فمن رأى أنه بين قوم؛ فخرجت منه ضرطة من غير إرادة، فإنه يأتيه فرج من غم وعسر ويكون فيه نتنة. فإن ضرط متعمدا وكان له صوت عال ونتن، فإنه يتكلم بكلام قبيح، أو يعمل عملا قبيحا، وينال منه سوء الثناء على قدر نتنه، ويشنع بقدر ذلك الصوت. فإن كان له نتن من غير صوت فإنه باب قبيح من غير تشنيع على قدر نيته.
مخ ۲۸۹