الباب الستابع والثلاثون
في حلق الرأس
حلق الرأس أداء الأمانة أو الأمن من الخوف، وكذلك جزه، وحلقه في الحج قضاء دين، لقوله تعالى : (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون)؛ وينال مع ذلك فتحآ. والتقصير أمان من الخوف، فإن حلقه في غير الحج فهو دون ذلك في الصلاح، فإن كان صاحبه في كرب أو دين فرج عنه. وقيل : إن حلق في غير الموسم وكان رئيسا غنيا افتقر، وإن كان مديونا قضى الله دينه، وربما دل ذلك على هتك ستره وعزل رئيسه عنه بمكروه أو موته . وإن كان ممن يلبس السلاح، فإنه يذهب بطشه وهيبته. وإن كان غنيا نقص ماله؛ وإن كان فقيرا قضى ديونه. فإن رأى أنه محلوق الرأس، فإنه يظفر بأعدائه وينال قوة وعزا؛ لأن لنبي صلى الله عليه وسلم وأى في المنام أنه مقصر شعره وأصحابه محلقون رؤوسهم، فظفر بأعدائه. فإن حلق رأسه فإنه يؤدي أمانة. وقالت النصارى : من رأى كأنه يقطع شعر رأسه فإنه يسقط من جاهه ومرتبته، فإن رأى كأنه يحلق رأسه فإنه يمرض مرضا. وقال أرطاميدورس : إذا رأى إنسان كأن رأسه محلوق، فإن ذلك صالح لمن كانت عادته أن يحلق رأسه(4).
مخ ۱۹۰