الباب الخامس والثلاثون
في علاوته من الرؤيا المجربة
ذكر رجل يعرف بمردك، من أهل البصرة، كان يبيع الطيالسة، قال : بعت ساجا من بعض ولاة الأهواز وكنت أحتلف في يمينه فسب أبا بكر وعمر. فمنعتنى هيئته عن الرد عليه. فانقلبت وأنا مغموم، وبت ليلتي كذلك؛ ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم:، فيما يرى النائم، فقلت له : يا رسول الله، إن فلانا شتم أبا بكر وعمر! قال : ائتنى به؛ فجئت به؛ قال : أضجعه؛ فأضجعته، وقال : اذبحه، فتعاظم الذبح في عينى فقلت: يا رسول الله، أذبحه? فقال : أذبحته? حتى قال ثلاث مرات، فأمررت السكين على حلقه فذبحته. فلما أصبحت قلت : أذهب إليه فأعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في منامي؛ فذهبت، فلما بلغت داره سمعت الولولة فقلت: من مات? قالوا: إن الوالي طرقته ذبحة فقتلته.
قال علي بن عيسى : رأيتني في النوم، لما صرفت [من] الوزاة كأني راكب حمارا، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجلت له، فقال لي : ارجع إلى مكانك ؛ فلما أصبحت قلدت الوزاة.
وقيل : إن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام انتبه في وجه باك وقت الزوال؛ فقالت له أخته أم كلثوم امرأة عمر : ما الذي أبكاك يا أبا عبد الله? قال : رأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم وهو يقول : «أتسرعون السير والمنايا تسرع بكم إلى الجنة !? فقلت له : يا أبت، لا حاجة لي في الرجعة إلى دار الدنيا
مخ ۱۴۳