============================================================
......... قضايا أمير المؤمنين علي ي فقالا : نعم ، فخرج الرجل ، وكان القاضيان يأتيان باب الصديق فعشقا امرأته، فراوداها عن نفسها، فأبت ، فقالا لها : إن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا، ثم لنرجمتك .
فقالت: افعلا ما أحببتما، فأتيا الملك فشهدوا عنده أتها بغت، وكان لها ذكر حسن جميل، فدخل الملك من ذلك أمر عظيم، واشتد بها غمه، وكان بها معجيا، فقال لهما: إن قولكما مقبول فأجلوها ثلاثة أيام، ثم ارجموها. ونادى في المدينة التي هو فيها: احضروا قتل فلانة العابدة فإتها قد بغت، وان القاضيين قد شهدا عليها بذلك، فأكثر الناس في ذلك، وقال الملك لوزيره : ما عندك في ذلك، هل من حبلة؟
فقال الوزير: ما عندي في ذلك شيء، فخرج الوزير يوم الثالث - وهو آخر ايامها - فاذا بغلمان عراة بلعبون وفيهم داتيال، فقال : يا معشر الصبيان، تعالوا حتى أكون آنا الملك ، وتكون أنت يا فلان العابدة ، ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها، ثم جمع ترابا (1) وجعل سيفا من قصب، ثم قال للغلمان: خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا وكذا، ثم دعا أحدهما فقال : قل حقا فإتك إن لم تقل حقا قتلتك، بم تشهد على هذه المرآة - والوزير واقف ينظر ويسمع -؟
فقال: أشهد آنها زنت.
قال : متى؟
قال: يوم كذا وكذا.
قال: مع من؟
(1) قال السيد محسن الأمين : هكذا في الأصل، ولم يبين الغرض من جمع التراب، ولعل في الكلام نقصا، وأصله : "ثم جمع ترابا وجعله كالسرير، أو نحو ذلك .
مخ ۱۵۱