وقال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: ١٩]، وقال: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ٦٤] .
والمؤمنون شرع لهم أن يستغفر بعضهم لبعض، وكان الصحابة أيضًا يستغفرون للرسول، ففي الحديث الصحيح أن الأنصار قالوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ، يُعْطِي صَنَادِيدَ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا. وفي الحديث الآخر، أن عبد الله بن سَرْجس قال: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَلَكَ» . فَقَالُوا: اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ: وَلَكُمْ، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: ١٩] .
فلما مات لم يكن الصحابة (١) يأتون قبره فيقولون: استغفر لنا. كما كانوا يأتونه في حياته، وكذلك لما أجدبوا لم يأتوا إلى قبره فقالوا: ادع الله لنا. كما كانوا في حياته إذا أجدبوا أتوا إليه فقالوا: ادع الله لنا، بل كانوا هم يدعون الله، ويستسقون تارة بالعباس، وتارة بيزيد بن الأسود الجرشي، فيقولون له: ادع لنا، ويقولون: اللهم إنا نتوسل (٢) به،