لله درك من مزارع فصيح، بليغ، لا يلف ولا يدور ولا يثرثر. ففي كل عبارة من عباراتك معنى تكمن تحته أشياء.
قلت: إنك مزارع، ومن أنبل من المزارع؟! ألسنا جميعا مزارعين يا صاحبي، ألسنا كلنا ننتظر إقبال الموسم لنفرح ونتهلل!
أتذكر عنوان فيلسوف الفريكة أمين الريحاني: بزور للمزارعين؟ لقد زرع كثيرا وقدم للناس بذارا، ولكنهم أكلوه فماتت الحبة في بطونهم ولم تتغذ بها عقولهم ...
تسألني بعد الثناء، الذي أشكرك عليه، ولا أتواضع تواضعا كاذبا فأقول: إني لا أستحقه. إني أستحقه، وحسبي أنه جاء من مزارع يعرف قيمة البذار، فلا يأكل حبة يرجى أن تغل له مائة.
تقول لي: ولكنني لا أدري لمن تكتب، وعلى من تقرأ زبورك؟ ألمثلي؛ ليلهو عن مصابه بحديث طري يخشخش آلامه؟
أم لضرير يبصر بعينيه ويعثر بعقله؟
أم لحكومة تبقي المشاريع العمرانية عرضة للنزعات الحزبية والأهواء السياسية! تستغل المنافع الخاصة في الأمور العامة، وتضع موازنة الدولة تحت تصرف النواب يتصرفون بها كما يشاءون ويحرمون منها من يكرهون، ويخدمون بها من يحبون ويريدون؟
أم لفئة تحول بين الحق وأهله، دأبها جمع المال والإثراء، ولم يعد عندها للفضيلة من وزن، ولا للعدل من حرمة؟
أم لتلميذك سليم حيدر الذي يقول: كنت أنعم على فراش من حرير يوم كنت تلميذا، فأصبحت أتقلب على فراش من قتاد يوم صرت أسير السياسة؟
أم تكتب لتلفت مقاما عاليا رفيعا إلى أخطاء ترتكب ويحجب وجهه عنها؟
ناپیژندل شوی مخ