277

القبس فی شرح موطأ مالک بن انس

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

پوهندوی

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

خپرندوی

دار الغرب الإسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٩٢ م

ژانرونه

الفريضة قد زال فصار قيام رمضان سنَّة للاقتداء بالنبي، ﷺ، بعد زوال العلة التي تركه لأجلها وصار بدعة لأنه لم يكن مفعولًا فيما سلف من الأزمنة، ونعمت البدعة سنَّة أُحييت وطاعة فُعلت، وهذا يدل على أن الحكم إذا ثبت لعلة واحدة وجد بوجودها وعدم بعدمها. قال لنا فخر الإِسلام أبو بكر الشاشي، بمدينة الإِسلام (١) في الدرس إذا ثبت الحكم في الشريعة بعلة وجد بوجودها وعدم بعدمها ما لم تثر العلة لفظا مطلقا، فإن أثارت لفظا مطلقًا تعلَّق الحكم به ولا ينظر إلى العلة وجدت أو عدمت.
مثاله ما روي أن النبي، ﷺ، إنما سعى في الطواف لإظهار الجلد للمشركين (٢)، وقد زالت العلة لكن بقي قوله لأصحابه اسعوا (٣)، وسعيه ﷺ في حجة الوداع (٤) والعلة قد

(١) هي بغداد حاليًا، وقدم الكلام عليها.
(٢) مسلم كتاب الحج باب استحجاب الرمل في الطواف ٢/ ٩٢٣، والنسائي ٥/ ٢٣٠ - ٢٣١، وأحمد. انظر الفتح الرباني ١١/ ١٠٠ من حديث ابن عباس.
(٣) ورد من رواية عطاء بن أبي رباح عن صفية بنت أبي شيبة قالت: أخبرتني بنت أبي تجارة، إحدى نساء بني عبد الدار، قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار آل أبي حسين ننظر إلى رسول الله ﷺ، وهو يسعى بين الصفا والمروة فرأيته يسعى وإن مئزره ليدور من شدة السعي حتى لأقول إني لأرى ركبته، وسمعته يقول: "اسْعَوْا فَإِنَ الله كَتبَ عَلَيْكُمُ السَّعْي" رواه الإِمام أحمد في المسند من طريقين: الأولى عن يونس قال: ثنا عبد الله بن المؤمل، والثانية: عن سريج قال ثنا عبد الله بن المؤمل. انظر الفتح الرباني ١٢/ ٧٦ - ٧٧ ورواه الشافعي في الأم ٣/ ٤٩ - ٥٠، والدارقطني ٢/ ٢٥٥، والبغوي في شرح السنة ٧/ ١٤١، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٢٤٧ وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه غيره، لكن للحديث طريقًا أخرى عند الدارقطني ٢/ ٢٥٥ عن ابن المبارك أخبرني معروف بن مشكان عن أخته صفية قالت: أخبرني نسوة من بني عبد الدار اللاتي أدركن رسول الله ﷺ، قلن: دخلنا دار ابن أبي حسين فرأينا رسول الله ﷺ، يشتد في السعي ..
وقال الحافظ في الإصابة رواه ابن سعد عن معاذ بن هانئ ومحمد بن سنجر عن أبي نعيم وابن أبي خيثمة عن سريج بن النعمان كلهم عن ابن المؤمل. الإصابة ٤/ ٢٦٩، وذكر في الفتح له طريقًا أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة وقال وعند الطبراني عن ابن عباس كالأولى وإذا انضمت إلى الأولى قويت. فتح الباري ٣/ ٤٩٨.
أقول: الحديث فيه عبد الله بن المؤمل بن هبة المخزومي المكي، ضعيف الحديث من السابعة، مات سنة ١٦٠/ بخ ت ق ت/٤٥٤١ وقال في ت ت قال النسائي ضعيف، وقال أبو داود منكر الحديث ووثقه ابن سعد، وقال أبو حبان لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال ابن نمير ثقة وقال العقيلي لا يتابع على كثير من حديثه ت ت ٦/ ٤٦.
(٤) روى مسلم في كتاب الحج باب حجة النبي ﷺ -٢/ ٨٨٦ من حديث جابر بن عبد الله قال: إِنَّ رَسُولَ الله =

1 / 283