251

القبس فی شرح موطأ مالک بن انس

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

پوهندوی

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

خپرندوی

دار الغرب الإسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٩٢ م

ژانرونه

قال لنا الفهري: قال إبراهيم بن أدهم (١): "مَنْ تَرَكَ شَيْئًا لله عَوضَهُ الله" (٢). لما عقر سليمان الخيل في ذات الله عوَّضه الله تعالى فقال: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ (٣). وقد نبَّه مالك، ﵁، في هذا الباب، إلى فقه حسن لا يدركه إلا مثله وهو أنه أدخل هذا الباب في أثناء السهو ليبيِّن لك أن جبران السجود إنما شُرع في الأفعال الظاهرة وليس في الأفعال الباطنة مدخل، وهذا يدل على أن مذهبه الإِجزاء فيها وليس فوقه ولا بعده ما يقتدى به مثله. تحقيق: سها رسول الله ﷺ، في صلاته على نحو الغفلة التي أصابته في منامه حسبما بيَّنَّاه هنالك من أنها لم تكن آفة تنزل به، كما لم يكن نسيانه ذهولًا عن الطاعة بغيرها، وإنما كان الباري سبحانه يأخذه لنفسه في الحالين حتى يبين الله ﵎ به أحكام الشريعة، ولو شاء لبينها قولًا، ولكن الفعل كما بيناه أقوى في البيان وأشد تسلية الناس في هذا الموضع، وإلى هذا المعنى أشار، ﷺ، بقوله. "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسُونَ" (٤) تتميم: قال مالك، ﵁، ما يفعل من يسلم من ركعتين ساهيًا (٥)، وكانت الفائدة في تنبيهه على هذه الترجمة أن الحالة في زمان النبي، ﷺ، احتملت أمرين:

= الرابعة/ ع. ت ١/ ٥٠٨. وقال في تهذيب الكمال. روى عنه خصيف بن عبد الرحمن الجزري وابنه عبد الملك، قال البخاري: لا يتابع على حديثه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: روى عن عائشة ولم يسمع منها. تهذيب الكمال ٢/ ل ٨٣٥. درجة الحديث: ضعيف. (١) إبراهيم بن أدهم بن منصور التيمي البلخي، أبو إسحاق، زاهد مشهور، كان أبوه من أهل الغنى في بلخ ورحل إلى بغداد والشام والعراق والحجاز وأخذ عن كثير من علماء الأقطار الثلاثة. مات سنة ١٦١ هـ في حصن من بلاد الروم. تهذيب تاريخ ابن عساكر ٢/ ١٧٠، البداية والنهاية ١٠/ ١٣٥، حلية الأولياء ٧/ ٣٦٧ و٨/ ٣. (٢) لم أطَّلع قول إبراهيم هذا. (٣) سورة ص آية ٣٦. (٤) متفق عليه وقد تقدم تخريجه. (٥) الموطّأ ١/ ٩٣، وقد أورد تحت هذه الترجمة حديث أبي هُرَيْرَة المتفق عليه في قصة ذي اليدين وقد تقدم.

1 / 257