Provision for the Caller to God
زاد الداعية إلى الله
خپرندوی
دار الثقة للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
د خپرونکي ځای
مكة المكرمة
ژانرونه
هرقل وكان قد سمع بمخرج النبي ﷺ، دعا أبا سفيان فسأله عن النبي ﷺ، عن ذاته، ونسبه، وما يدعو إليه، وأصحابه فلما أخبره أبو سفيان عما سأله عنه قال هرقل له: «إن كان ما تقول حقًّا فسيملك ما تحت قدمي هاتين» (١) .
سبحان الله من يتصور أن ملكًا إمبراطوريًّا كما يقولون يقول مثل هذا القول في محمد ﷺ، وهو مع ذلك لم يحرر جزيرة العرب من رق الشيطان والهوى، ومن يتصور أن مثل هذا الرجل يقول مثل هذا القول؟ ولهذا لما خرج أبو سفيان قال لقومه: «لقد أمِر أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر»، «أمِر» يعني عظم ومنه قوله تعالى: ﴿لقد جئت شيئًا إمرا﴾ أي عظيمًا.
وقد ملك النبي ﷺ ما تحت قدمي هرقل بدعوته لا بشخصه، لأن دعوته أتت على هذه الأرض واكتسحت الأوثان والشرك وأصحابه، وملكها الخلفاء الراشدون بعد محمد ﷺ، ملكوها بدعوة النبي ﷺ، وبشريعة النبي ﷺ، إذن على الداعية أن يصبر وستكون العاقبة له إذا كان صادقًا مع الله سواء في حياته أو بعد مماته.
﴿إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ . (الأعراف: ١٢٨) . وقال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ . (يوسف: ٩٠) .
* الزاد الثالث: الحكمة فيدعو إلى الله بالحكمة،
وما أمرَّ الحكمة على غير ذي الحكمة. والدعوة إلى الله تعالى تكون بالحكمة، ثم بالموعظة الحسنة، ثم الجدال بالتي هي أحسن لغير الظالم، ثم الجدال بما ليس أحسن للظالم، فالمراتب إذن أربع. قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ . (النحل: ١٢٥) . وقال تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُواْ أَهْلَ
_________
(١) أخرجه البخاري كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ (٧)
1 / 17