Provision for the Caller to God
زاد الداعية إلى الله
خپرندوی
دار الثقة للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
د خپرونکي ځای
مكة المكرمة
ژانرونه
أو مخالفًا. فإن كان موافقًا قُبل، وإن كان مخالفًا وجب رده على قائله كائنًا من كان، فقد ثبت عن ابن عباس ﵄ أنه قال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر وعمر» . إذا كان هذا في قول أبي بكر وعمر الذي يُعارض به قول رسول الله ﷺ، فما بالكم بقول من دونهما في العلم والتقوى والصحبة والخلافة؟! إن ردَّ قوله إذا خالف كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، من باب أولى، ولقد قال ﷿: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ . (النور: ٦٣) . قال الإمام أحمد ﵀: «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك» .
وإن أول زاد يتزود به الداعية إلى الله ﷿ أن يكون على علم مستمد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله ﷺ، الصحيحة المقبولة، وأما الدعوة بدون علم فإنها دعوة على جهل، والدعوة على الجهل ضررها أكبر من نفعها، لأن هذا الداعية قد نصب نفسه موجهًا ومرشدًا فإذا كان جاهلًا فإنه بذلك يكون ضالًا مضلًاّ والعياذ بالله، ويكون جهله هذا جهلًا مركبًا، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط، فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم، ويمكن رفعه بالتعلم، ولكن المشكلة كل المشكلة في حال الجاهل المركب، إن هذا الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمرًا أكثر مما يكون منورًا.
* أيها الأخوة: إن الدعوة إلى الله على غير علم خلاف ما كان عليه النبي ﷺ، ومن اتبعه، استمعوا إلى قول الله تعالى آمرًا نبيه محمدًا ﷺ، حيث قال: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ . (يوسف: ١٠٨) . فقال: ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى﴾، أي أن من اتبعه، ﷺ، فإنه لابد أن يدعو إلى الله على بصيرة لا على جهل.
1 / 11