99

Protection of the Messenger ﷺ for the Sanctity of Monotheism

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

موسى ﵇ أن يجعل لهم إلهًا كما لأولئك آلهة، ولكن موسى رد عليهم بوصفهم بالجهل، وأي جهل أعظم من جهل من يتخذ آلهة من دون الله يزعم فيها النفع والضر من دون الله تعالى، وهكذا لا ييأس الشيطان من فتنة العبد عن دينه، فقد يجد الشيطان بعض النفوس الضعيفة، يحقق من خلالها أهدافه وآماله التي عاهد الله تعالى على تحقيقها، ولكن وجود الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يفوت على الشيطان مراده، ويحمي الناس من خطر الشرك وأهله١. قال الله سبحانه: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ٢. وشبيه بهذا الموقف ذلك الموقف من أصحاب نبينا محمد ﷺ وهم في طريقهم إلى حنين وكانوا حدثاء عهد بكفر، فرأوا سدرة للمشركين يعلقون بها أسلحتهم يسمونها ذات أنواط، فطلبوا من رسول الله ﷺ أن يجعل لهم مثلها، فذكَّرهم وشبه قولهم بقول بني إسرائيل لموسى.

١ انظر: البداية والنهاية لابن كثير ١/ ٢٥٩. ٢ الآيات (١٣٨ – ١٤٠) من سورة الأعراف.

1 / 113