57

Prophetic Commentary

التفسير النبوي

خپرندوی

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

فأقره النبي ﷺ استدلاله بالآية في تلك الحادثة وهذا يفيد في فهم معناها. وبعد بيان معنى التفسير النبوي، وذكر الأمثلة عليه؛ أنتقل إلى الحديث عن أنواع التفسير النبوي، فأقول -وبالله التوفيق-: إن الوارد عن النبي ﷺ في بيان معاني القرآن متفاوت في درجات البيان، ويمكن تصنيفه إلى الدرجات التالية: ١) التفسير النصي (١) اللفظي الصريح: وهو ما ورد عن النبي ﷺ من نص لفظي صريح في تفسير الآية. وهو موضوع البحث، وأحاديث الرسالة برمتها أمثلة عليه. قال الزركشي: "لطالب التفسير مآخذ كثيرة؛ أمهاتها أربعة: الأول: النقل عن رسول الله ﷺ، وهذا هو الطراز الأول، لكن يجب الحذر من الضعيف فيه والموضوع، فإنه كثير، وإن سواد الأوراق سواد في القلب. قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاث كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير. قال المحققون من أصحابه: ومراده أن الغالب أنها ليس لها أسانيد صحاح متصلة. وإلا فقد صح من ذلك كثير، فمن ذلك: تفسير الظلم بالشرك في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام: ٨٢]، وتفسير الحساب اليسير بالعرض، رواهما البخاري، وتفسير القوة في: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٦٠] بالرمي رواه مسلم" (٢). وما ذكره من الأمثلة يومىء إلى أنه يعني هذا النوع، وهذا ما فهمه السيوطي فإنه نقل كلامه، ثم عقب عليه، فقال: "قلت: الذي صح في ذلك قليل جدًا، بل أصل المرفوع منه في غاية القلة" (٣).

(١) النص عند الأصولين: ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا. ينظر: (البحر المحيط) للزركشي ٢: ٢٠٤. (٢) البرهان ٢: ١٥٦ - ١٥٧، وما ذكره من الأمثلة ستأتي في مواضعها من البحث -إن شاء الله-. (٣) الإتقان ٢: ٤٤٣.

1 / 59