Prophethood: Selection and Example

Ahmad Mukhtar Al-Buzrah d. Unknown
28

Prophethood: Selection and Example

النبوة: اصطفاء وقدوة

خپرندوی

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

السنة الثانية - العدد الثالث

د چاپ کال

محرم ١٣٩٠هـ/١٩٧٠م

ژانرونه

صنعوا بقيادة الرسول ﷺ لهم تاريخ الدعوة الأول، وقد صدر الأمر الإلهي للنبي ﷺ بالتزام هذه الفئة التي هي نواة المجتمع الإسلامي: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ ١. وأوصى الله نبيه والمؤمنين بالانقطاع إليه فقال: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ ٢ فكان التبتل فعال الأثر في سيرة الرسول الكريم إذ جعله في منأى عن الزلل والخطأ. فجاءت سيرته ﵊ وحياته في المقام الأسمىمن الكمال والتمام، والبعد عن النقصان والانحراف. ولم يفارق هذه التبتيل مرحلة من مراحل الدعوة وموقفًا من مواقف الرسول ﷺ العامة، والخاصة، ألم تكن قرة عينه في الصلاة ألم يكن يقوم الليل حتى تتورم قدماه؟ ولقد سرت هذه الروح إلى الصحابة، رضوان الله عليهم فحققوا خالد المآثر وكانت عندهم شيئًا قليلًا فيما عرفوا الله من حق عليهم. ومن ثم لا تبعث الروح الإسلامية وقادة كما كانت في الصدر الأول إلا بجلاء النفوس وتنقيتها وإعدادها لاستقبال الإشعاع الثاقب الحي، الذي نتلقاه من الرسول ﷺ، إن أوغلنا في سيرته وعشنا في ظل مواقفه، وفي صميم مبادئه ومقاصده ولا ينشأ جيل كالجيل المحمدي الأول إلا إذا جليت القلوب من صدأ القرون، ومن أوزار المبادئ الدخيلة، والأفكار الغازية، والمفاهيم المخالفة للفطرة، فإذا نجحنا في التحرر والاقتراب من مركز الإشعاع الروحي أحيا الله فينا ما أحياه في الصحابة، وبعث منا جيلًا كجيلهم، ولهذا نرى في فترات متباعدة من تاريخنا رجالًا متميزين لا يشبهون غيرهم، يعيشون كالأغراب، في عصورهم روحهم وأسلوبهم روح الصحابة وأسلوبهم لا يخافون بأسًا ولا يخشون رهقًا، يُرهبون ولا يرهبون ينتصرون ولا يُهزمون، وإن ضاقت بهم أنفس الطغيان فسجنتهم أو عذبتهم، أو قتلتهم فإن في موتهم النصر إذ يسجلون بذلك على الطاغية هزيمته النفسية أمام مبادئ الإسلام والحق والعدل. إن أبا جهل لما غيب حربته في حشا سمية أم عمار بن ياسر ﵃ كان قد تردى من الهزيمة النفسية في (غور) سحيق. إن استشهاد رجال الحق يزيد شعلة الإيمان توهجًا، وليل الطغيان وحشة وهولا.

١ الكهف: ٢٨. ٢ المزمل: ٨.

1 / 34