Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة
خپرندوی
جامعة المدينة العالمية
ژانرونه
في سبيل الله، سواء بالهجرة، أو بالنصرة، كان كل ذلك دليل على الإيمان الحق بالله ﵎.
وقد أخذ الله تعالى الميثاق على من تقدمنا من الأمم بنصرة الرسول الكريم ﵌ فما أتعس قوما أخذ عليهم الميثاق بنصرته ﵊ فإذا هم يسخرون، ويستهزئون منه، ولا يؤمنون ويسلمون برسالته ﵌ قال الله تعالى في أخذه الميثاق على من سبق من الأمم: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ (آل عمران: ٨١) فأخذ الميثاق على النبيين كلهم، وأممهم تبع لهم أن يؤمنوا بالنبي ﵌.
وقد بين الله تعالى -وأقول هذا لأشرح صدور أهل الإيمان بين الله ﷿ أنه ناصر رسوله ﵌ وأن رسوله ﵊ ليس في حاجة إلى نصرة هؤلاء المكذبين برسالته، والمسلم عندما ينصر الرسول ﵊ فإنما يسعى لخير نفسه، وإذا تقاعس عن ذلك فلن يضر إلا نفسه، وقد نصر الله ﷿ رسوله ﵌ في أحلك الظروف، وأصعب الأوقات عندما هاجر ﵌ من مكة إلى المدينة، وكانت قريش تطارده بخيلها ورجلها، وترجو، وتأمل العثور عليه ﵌ لكن الله ﵎ نصره وأنجاه منهم مع ضعف الإمكانات، وقلة الزاد وقتئذ، قال الله تعالى مبينًا ذلك: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: ٤٠).
فمن تقاعس عن نصرة الرسول ﵌ فلا يذري إلا بنفسه، وهي منزلة من العز والشرف قد حرم منها من تقاعس، أو سب، أو استهزأ بالنبي ﵌.
1 / 158