ترجمة
عبد الوهاب عزام
مقدمة المترجم
سمعت أول ما سمعت بمحمد إقبال وأنا في لندن قبل عشرين عاما. سمعت كلاما مبهما موجزا عن شاعر صوفي في الهند اسمه إقبال، لم يعرفني هذا الكلام بإقبال، ولم يشوقني كثيرا إلى معرفته.
وأذكر أن شابا من مسلمي الهند تكلم يوما عن إقبال في مدرسة الدراسات الشرقية من لندن، ولكن لهجته وعجلته في الكلام، وغموض الموضوع، حالت دون أن نعرف إقبالا من كلامه.
وأتذكر أن أستاذنا سير دنسن روس قال لي بعد المحاضرة إنه لم يدرك منها شيئا.
ومرت الأيام مرورها، ولا أدري كم طوت من السنين قبل أن أطلع على شعر إقبال.
وكان محمد عاكف - رحمه الله - الشاعر الكبير، الذي يسمى في تركيا شاعر الإسلام، صديقا لي وكنا نقيم في مدينة حلوان، فنلتقي بين يوم وآخر، ولا يمر أسبوع دون اللقاء مرة أو أكثر.
وكنا حين نلتقي نتذاكر الأداب العربية والفارسية والتركية، وأقرأ عليه شعره أحيانا.
وذات يوم أراني ديوانا اسمه «پيام مشرق» للشاعر محمد إقبال، فقرأنا معا فكان أول شعر لإقبال قرأت، راقني الشعر وشاقني إلى الاستزادة منه؛ إذ رأيت ضربا من الشعر عجيبا، يذكر بحافظ الشيرازي وشعراء آخرين من الصوفية، ولكن فيه ما لم نعهد في شعر هؤلاء من فلسفة يصورها الشعر نورا ونارا في عين القارئ وقلبه.
ناپیژندل شوی مخ