Pauses with the Prophetic Teachings ﷺ for His Companions
وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
خپرندوی
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ
ژانرونه
مَنَاسِككُم» (١) بل إِنَّه ﷺ تعمد مرّة أَن يُصَلِّي مرتفعًا ليراه أَصْحَابه؛ فقد ورد فِي الحَدِيث عَن سهل بن سعد ﵁ أَن النَّبِي ﷺ صلَّى على الْمِنْبَر وكبرَّ وَهُوَ عَلَيْهَا ثمَّ ركع وَهُوَ عَلَيْهَا ثمَّ نزل الْقَهْقَرَى فَسجدَ فِي أصل الْمِنْبَر، ثمَّ عَاد فَلَمَّا فرغ أقبل على النَّاس فَقَالَ: «يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا صنعت هَذَا لتأتموا بِي ولتعلموا صَلَاتي» رَوَاهُ البُخَارِيّ (٢) فِي مقَام آخر يتحدث أنس بن مَالك عَن وَاقعَة حصلت فِي الْمَدِينَة سبقهمْ لاجتلاء أمرهَا رَسُول الله ﷺ يَقُول أنس ﵁ «كَانَ رَسُول الله ﷺ أحسن النَّاس وَكَانَ أَجود النَّاس، وَكَانَ أَشْجَع النَّاس، وَلَقَد فزع أهل الْمَدِينَة ذَات لَيْلَة فَانْطَلق نَاس قِبَل الصَّوْت، فَتَلقاهُمْ رَسُول الله ﷺ رَاجعا، وَقد سبقهمْ إِلَى الصَّوْت وَهُوَ على فرس لأبي طَلْحَة عُري «أَي لَيْسَ عَلَيْهَا لجام» وَفِي عُنُقه السَّيْف وَهُوَ يَقُول: لم تراعوا لم تراعوا» (٣) هَكَذَا كَانَ ﷺ قدوة فِي الشجَاعَة والإقدام وَفِي كل خير. وَكَثِيرًا مَا يحث النَّبِي ﷺ أَصْحَابه على شَيْء ثمَّ يعلمهُمْ بِفِعْلِهِ فيقرن لَهُم القَوْل بِالْفِعْلِ، والأمثلة على ذَلِك كَثِيرَة فَمن ذَلِك أَن النَّبِي ﷺ حثَّ على تَعْجِيل الْفطر للصَّائِم فَقَالَ فِي حَدِيث سهل بن سعد «لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا عجلوا الْفطر» مُتَّفق عَلَيْهِ (٤) ثمَّ ترَاهُ يطبق ذَلِك عمليًا،
_________
(١) أخرجه مُسلم (ك: الْحَج ب: بَاب اسْتِحْبَاب رمي جَمْرَة الْعقبَة يَوْم النَّحْر (٢/٩٤٣) ح: ١٢٩٧.
(٢) صَحِيح البُخَارِيّ ك: الْجُمُعَة ب: الْخطْبَة على الْمِنْبَر. أنظر: فتح الْبَارِي (٢/٣٩٧) وَأخرجه مُسلم ك: الْمَسَاجِد ح: ٤٥.
(٣) أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه ك: الْجِهَاد ب: مبادرة الإِمَام عِنْد الْفَزع (فتح ٦/١٢٢ - ١٢٣) وَأخرجه مُسلم ك: الْفَضَائِل ب: فِي شجاعة النَّبِي ﷺ
(٤/١٨٠٢) وَاللَّفْظ لمُسلم.
(٤) البُخَارِيّ ك: الصَّوْم ب: تَعْجِيل الْإِفْطَار (٤/١٩٨) بشرح الْفَتْح. وَمُسلم ك: الصّيام ب: فضل السّحُور واستحباب تَأْخِيره وتعجيل الْإِفْطَار (٢/٧٧١) .
1 / 130