30

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

خپرندوی

مكتبة الغرباء

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ

د خپرونکي ځای

الدار الأثرية

ژانرونه

وهذه المحبة يا عباد الله! تتمثل في اتباعه ﷺ وفي التمسك بسنته وفي نشرها بين الناس. العنصر الثاني: رسولنا ﷺ أشرف الناس نسبًا فالأنبياء والرسل هم أشرف الناس نسبًا، وأفضلهم خلُقًا وخلْقًا، وذلك لأن الله ﵎ اصطفاهم وأرسلهم برسالته إلى الناس، فإن الله ﵎ يقول: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: ١٢٤]. ولما سأل هِرقل ملك الروم أبا سفيان بن حرب عن نسب النبي ﷺ فقال: "كيف نسبه فيكم؟ " فقال أبوسفيان: هو فينا ذو نسب. ثم قال هرقل: "سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في أنساب قومها" (١). يعني في أكرمها أحسابًا، وأكثرها قبيلة - صلوات الله عليهم أجمعين -. عباد الله! ورسولنا محمَّد ﷺ هو أولى الأنبياء بكل فضيلة، فهو سيد ولد آدم وفخرهم في الدنيا والآخرة، تعالوا بنا لنستمع إلى رسول الله ﷺ وهو يخبرنا عن نسبه الشريف: يقول ﷺ: "إنَّ الله ﷿ اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (٢). يقول العباس ﵁ بلغ النبي ﷺ بعض ما يقول الناس فصعد المنبر، فقال: "مَنْ أنا؟ " قالوا: أنت رسول الله، فقال ﷺ: "أنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله -تعالى- خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين

(١) رواه البخاري (رقم ٧)، ومسلم (رقم ١٧٧٣). (٢) رواه مسلم (رقم ٢٢٧٦).

1 / 21